ينسب إلى سوسة شيخ شيوخنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الجبّار الرّعيني السوسي قال:
كان يداعب طلبته من أهل تونس بسؤاله عن قول الشّاعر: /
[الخفيف]
لا تلمني على الدّناءة إنّي ... تونسي وجزت يوما بسوسة
أيّ البلدين يقتضي الشّعر أن يكون أعظم دناءة؟ فيقولون له سوسة (?) اهـ. مع أنّا لا يمكننا الطّعن في تونس وسوسة لتحقّقنا قطعا فضل أهلهما، وكفى حطّة في هذا الشّاعر أن جعل كلامه موردا للسّخرية والضّحك لا للموعظة والحكمة.
ثمّ قال التّجاني: وقد شاع في النّاس تسمية صفاقس بلعنة الله (?)، قلت: هذه التّسمية لموجب لا يقتضي طعنا في البلد، وسبب ذلك أنّ بعض الملوك (?) بتونس غضب على بعض النّاس فأمر بنفيه ولم يعيّن بلدا بل قال: أنفوه إلى لعنة الله، فاسترجع بتعيين بلد، فقال: إلى صفاقس، فلمّا سكن (?) غضبه، وأظهر البسط، سئل عن تسمية صفاقس بلعنة الله، قال: والله لا علم عندي بشيء إلاّ أنّ الكلام صدر منّي في حالة الغضب، وكثير من النّاس إذا غضب يقول إذهب إلى لعنة الله (?) أو إلى سخط الله والله أعلم.