أوجبت غضب الأكبر لقوّة شهامته وبطشه، فدخل (?) القصبة بشهر رجب من السّنة المذكورة مغاضبا لأبيه وأخيه، وغلّق أبواب المدينة من جهة ربط (586) باب السويقة، وصار معه المدينة والرّبط (586) القبلي، ومع الباشا ربط (?) باب السويقة وما يليه، واشتدّ الحرب بينهما إلاّ أنّ الباشا كان أقوى حربا، فأضر بتونس بكثرة المدافع من الأبراج الّتي على الجبل الأخضر حتّى امتنع النّاس من المشي في الطرقات، واستمرّ الحال على ذلك نحو الشهرين (?)، فلمّا اشتدّ الأمر، وضاقت الأرض بما رحبت خرج يونس باي - رحمه الله تعالى - فنهى الباشا - رحمه الله - عن التّعرّض له فلم يتبع، فخرج سائرا حتّى انتهى إلى قسنطينة، فبقى بها إلى أن أدركته منيّته (?) - رحمه الله تعالى -.

وفتحت تونس أبوابها وطلب النّاس العفو من الباشا فعفا (?) عنهم إلاّ من كانوا سعوا في الفتنة فنفاهم من تونس، فاجتمع أكثرهم بالجزائر مع من ذهب من غيرهم خوفا من بطش الباشا، فاجتمع هناك خلق كثير فكانوا أعوانا عليه.

فلما آن الأوان ودخلت / سنة تسع وستين ومائة وألف قدم أنجال سيدي حسين أوائل حجّة من السّنة المذكورة (?). فدخلوا تونس بعساكر الجزائر وغيرهم بعد حروب ومقاساة أهوال وموت ما لا يحصى، واستشهد الباشا (?) - رحمه الله تعالى - وولده محمد باي - رحمه الله تعالى -.

محمد بن حسين بن علي:

وبايع النّاس أكبر أنجال سيدي حسين - رحمه الله تعالى - وهو المقام الأعظم والهمام الأفخم، سيّدي محمّد باي، بيعة عامّة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015