ففي سنة أربعين ومائة وألف (?) خرج الباشا - رحمه الله - خفية ليلا من تونس على حين غفلة من أهلها وطلع جبل وسلات أوّلا (?) ثم إنتقل لمدينة الجزائر فمكث بها سبع سنين.
ففي سنة ثمان وأربعين (?) تجهّز مع العساكر الجزيرية، وانضاف إليه من إنضاف من غيرهم، فنزلوا بسمنجة (?)، وخرجت عساكر تونس لمدافعتهم، فلم يقدروا على مدافعتهم لما سطّر في اللّوح المحفوظ، فخرج سيدي حسين - رحمه الله تعالى - وخاصّته وأهله ونزلوا بمدينة القيروان، فظنّ خيرا ولا تسأل [عن الخير] (?) وتفصيل ذلك يطول، والرّجوع إلى الحقيقة أحقّ ما يرغب فيه أولو العقول.
وكان الباشا - رحمه الله تعالى - يودّ لمّا دخل تونس / أن لا يخرج سيدي حسين من تونس بل يبقى على ما كان عليه، ويرجع هو للخروج بالأمحال فينتظم الحال وتتّحد الكلمة، فلمّا خرج سيدي حسين للقيروان سعى العرب في إفسادهم وانشقّت العصا، وتفرّقت الكلمة، فلمّا تفاقم الأمر أخرج الباشا عساكر لإطفاء نار الفتنة وجمع الكلمة.
ففي سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف استشهد سيدي حسين باي (?) - رحمه الله تعالى - بعد حصار طويل من عساكر الباشا - رحمه الله - وخرّجت القيروان.
وخرج أنجال سيدي حسين - رحمهم الله جميعا - لمدينة الجزائر، فأكرموا نزلهم ومكثوا هناك. ونقل سيدي حسين - رحمه الله - لتونس ودفن بتربته المجاورة لمسجده.