على من كان فيها، ثمّ صاروا يخرجونهم واحدا بعد واحد للقتل حتّى استأصلوهم وقطعوا رؤوسهم وطافوا بهم في تونس.
وفي محرّم سنة تسع ومائة وألف (?)، رحل بمحلّته الصّيفيّة، ودخل بها جبل خمير فأذعنوا وأطاعوا.
وفي شوّال من تلك السّنة (?) زرع مزهود الفتنة (?) بين رمضان باي وبين مراد إبن أخيه علي باي بن مراد باي وذلك أنّ مراد كان ذا شهامة وقوّة بطش من صغره، وكان مزهود شديد الوصلة برمضان باي، فثقل ذلك على قلب مراد باي، فانتبه مزهود لذلك فسعى في التّضييق على مراد باي فوضعه رمضان باي في مكان خاص به وجعل عليه العسس، وكان مزهود وجد لذلك راحة وفسحة، فانفتحت له أبواب التّصرّفات (?) حتّى مدّ يده بالجور لبعض العلماء كالشّيخ أبي عبد الله محمّد بن محمّد ابن ابراهيم (?) فتاتة شيخ الشّيخ أبي عبد الله محمّد زيتونة، فمنعه من التّحديث بجامع الزّيتونة، ثم منعه حتّى الخروج من داره، ثمّ سعى في قتله.
وفي سنة عشرة ومائة وألف (?)، كانت وفاة الشّيخ أبي الغيث البكري إمام جامع الزّيتونة وخطيبه ومحدّثه المتّصل النّسب بعثمان بن عفان (?) - رضي الله تعالى عنه - خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليلة الخميس ثانية عشرة ربيع أوّل.
ثمّ إنّ رمضان باي لمّا جهّز / محلّته الصّيفية حمل مراد إبن أخيه معه تحت نظره، ولمّا رجع ألزمه عدم الخروج من بيته ونصب عليه العسس، وألقاه في زوايا الإهمال، فتواعد مع مملوكه علي الصّوفي أن يحضر له فرسا خارج السّور وينزل له في السّاعة الخامسة من الغروب، وفكّ شباكا من البيت الّذي هو فيه ونزل خفية من حيث لا يشعر به أحد، فلمّا رقى السّور صاح به العسس وعرفوه فجدّوا في طلبه، فدخل حريم عمّه فردّ إلى موضعه، وجدّد عليه عسس أحفظ من الأوّل، ثمّ استشار رمضان باي في شأنه،