وأعطوا مجابيهم على جاري العوائد، وكرّ على الجريد فأخذ من القادر وصفح (?) عن العاجز / وفي محرّم سنة ثمان ومائة وألف (?) جهّز محلّته الصّيفية وجبى المجابي، وأقام بباجة أيّاما فأخذه مبادي المرض الّذي مات منه، فرحل منها ودخل تونس في ستّة وعشرين من صفر من السّنة المذكورة (?)، فكانت وفاته ليلة الإثنين سابع عشر ربيع أول سنة ثمان ومائة وألف، ودفن بتربة آبائه.
وتولّى أخوه رمضان باي إبن مراد باي في ثمانية عشر من ربيع أوّل من سنة ثمان ومائة وألف (?)، فأبقى عمّال أخيه على طبقاتهم في مراتبهم، وكان ممن بقي من رجال إبن شكر فرحات، فجمع رمضان باي عظماء دولته واستشارهم في وجه الحيلة في تحصيله، فجهّز محلّته الشتوية، ورحل يجرّ على ساحل سوسة وصفاقس.
وفي وجهته نقم على الشّيخ محمّد شيخ جربة (?) وقتله قصاصا، وتوجّه نحو الجريد، فلمّا سمع به فرحات كاتبه يهنيه، فردّ له جوابا مفرحا مموّها إنخدع له فأرسل أخاه القائد مراد [لرمضان] (?) باي، فقبله وأقبل عليه وردّه بهدايا متحفة، ولم يدر أنّ السّم في العسل فظنّ فرحات أنّ الخيالات فرحات (?)، فاستشار يوسف بن حسن في حركته فنهاه عن السّير لرمضان باي وقال له: من الرّأي أن نرسل إبني وإبنك له يقيمان عنده سنة كاملة حتّى نرى ما في ضمائره فنكون على بيّنة من أمره، فألقى كلامه وراء ظهره لمّا حان حمامه، فركب في محفل عظيم حتّى قدم توزر في نحو ثلاثمائة نفر أو يزيدون فأكرم رمضان / باي نزلهم، فاطمأنّ وبات فرحات وجماعته في محل فصدهم محمّد بن مصطفى ورجب خزنادار ومعهما جماعة بأسلحتهم وأغلقوا جميع أبواب البيوت