صلّى الله عليه وسلم وقد وضع يده الشّريفة على رأس علي - رضي الله تعالى عنه - ويل لمن يخضب هذه بيده يعني لحية علي بدم رأسه، قال علي - رضي الله تعالى عنه - في جواب القائل له أقتل هذا الّذي هو قاتلك: إذا قتلته فمن يقتلني؟ فانظر لهذا التّفويض والإستسلام للقضاء والقدر، وإن ما قضاه الله يقع ولا يدفعه حذر، وقد يدّعي بعضهم العلم بالأحكام وهو لا يعلم.
فمن ذلك أنّ يهوديّا دخل على بعض الخلفاء وأخبره أنّ أجله قد حضر فاغتمّ الخليفة لذلك غمّا شديدا، فدخل عليه بعض النّبلاء فوجده في غمّ شديد، فقال: ما شأنك؟ قال: أجلي قد حضر، فقال: وما علمك بأجلك والله تعالى يقول: {وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً (?)} وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ (?)، قال:
أخبرني اليهودي المنجّم، فقال: وأين هو؟ فأحضر، فقال: وما قلت للخليفة؟ فقال:
أجله قد حضر / في يوم كذا في ساعة كذا، فقال: أنظر أنت في أجلك كم بينك وبينه؟ فنظر وقال: ما زال بعيدا وذكر مدّة طويلة، فاخترط ذلك النّبيل سيفا كان حاضرا وضرب به عنق اليهودي فمات من ساعته، فانتهره الخليفة وقال: قتلته في غير حق، فقال له: لتعلم كذبه وأنّك لم يحضر أجلك وإنّما حضر أجله فهو فداؤك، فزال ما بالخليفة من الغمّ) (?).
ثمّ إنّه (?) في [أثناء] (?) مقاتلة علي باي لأحمد شلبي وأخيه محمّد باي قدمت محلّة الجزائر نصرة لمحمّد باي وأحمد شلبي، فارتحل علي باي عن تونس بجنوده ومعه بقية المحلّة الّتي بالجريد وسردارها الحاج محمّد الزمرلي (?)، فبايعوه على أنّه داي، وبايعوا علي باي بمقامه تطمينا منهم، ثمّ هرب كثير من محلة علي باي (ودخلوا المدينة، ولم يزل علي باي) (?) مشمّرا (?) على النّهب والغارة وكلّ من ظفر به أضافه إلى فريقه طوعا أو