رعيّته وركب منهم عدّة فرسان، وجعلهم من جملة رجاله، فابتدأ بتزميل رجالهم، وجعل في كل فج زمالة من فجوج أوطانه، ولكل زمالة / رئيسا من رجاله مثل القائد حسن المنتسب لحسين (?) باي وهو أشجع رجاله، والقائد علي الحنّاشي، والقائد أحمد الرقيعي، وركب عدّة رجال من عسكر زواوة يقال لهم الصبايحية، وجعلهم ملازمين لركابه يسيرون معه حيث سار، وجعل صبايحية أخر فقرّر سكناهم بالقيروان، وجماعة منهم بالكاف، وجماعة بباجة لتأمين الطرقات والوطن.

ثمّ توجّه لتطويع من شذّ عن الطّاعة من طاغية العرب كالشّيخ خالد بن نصر الحنّاشي وكان أشهر العرب صيتا ومنعة، وله عدّة وقائع مع عسكر الجزائر، وكان عمّر طويلا، ومارس الحروب، وشمخ بأنفه على العمالة التّونسية ويمتدّ في وطنها لمجاورتها لوطنه، ويتعرّض لمحلّتها فيتّقون شرّه ويهادونه بالهدايا فهزمه الله على يدي حمّودة باشا - رحمه الله تعالى - سنة أربع وخمسين وألف (?)، فلم تقم له بعد قائمة، وصار أولاده من خدّام ركاب حمّودة باشا، وكذلك الشّيخ إبن علي (?) دخل في الخدمة والطّاعة وكان من المتمرّدين على عساكر الجزائر، وهزمهم مرارا متعددة، فكان يتصرّف عن إذن حمّودة باشا مدّة حياته، وأوصاه بأولاده فكانوا لا يتشيّخ منهم شيخ إلاّ بمشورته، وإذا أصابهم ضيم دخلوا عمالته، فأمنت العباد، واطمأنت البلاد، وزال الفساد، فأمنت الظعينة في السفر من بلد إلى بلد، وزال الخوف عن الجمع والفرد، وبقيت / العمالة بستانا مثمرا والقفار حاضرة مزهرة (?).

وفي سنة ثلاث وستين وألف (?)، توفّي الحاج محمّد (?) لاز.

وتولّى بعده الحاج مصطفى لاز، وتوفّي سنة خمس وسبعين (?)، فتولّى قارقوز (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015