العرب والعجم، السّلطان سليم خان - سقى الله ضريحه شئابيب الرّوح والرّيحان والرّضا والرّضوان، وأسكنه وأسلافه وأخلافه / وإيانا فراديس الجنان -، فقوبل بأنواع التّشريف والبشر والإكرام، ونال من الله وأمير المؤمنين كلّ ما تمنّاه، وفاز بمحبّة الله ورسوله، وظفر بجميع مأموله.

وكان يوم دخوله يوما مشهورا مشهودا، وازدحمت الخلائق لمشاهدة طلعته البهيّة، وتبرّكت الأنفس بمطالعة أنوار محيّاه السّنيّة، وحصل مثل ذلك للقبودان من العزّ والإقبال ونيل المنى (?) والتّبرك به، وكذا تبرّك النّاس بالنّظر إلى جميع المجاهدين، ومع ذلك فالكفّار يقادون في السّلاسل والأغلال مقرنين في الأصفاد مع شديد الذّلّ (?) والنّكال، ودخلت المراكب مزيّنة بالألوية الملوّنة تخفق عليها رايات الفرح بالنّصر والظّفر، وأطلقت المدافع حتّى كادت الأرض أن تهتزّ ووردت (?) العساكر صفّا صفّا، وألفا ألفا، ورحم الله هذا السّلطان ووزرائه الكرام وأمرائه العظام وعساكره جنود الإسلام الّذين أخلصوا لله الطّاعة ولم يشقّ أحد منهم عصا (?) الإسلام، ولا شذّ عن الجماعة، جعل الله سعيهم سعيا مشكورا، {وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً، وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} (?).

وما رجع الوزير - رحمه الله - إلى الأعتاب العليّة حتى مهّد البلاد، وأمّن العباد، وترك بتونس من العساكر العثمانية مائتي دار (123) على عادة العساكر العثمانية والمتعارف بينهم، كلّ دار (?) عبارة عن جماعة من الخمسة والعشرين رجلا وما يقرب منها، وعلى كلّ دار (?) قيّم يقوم (?) بها (?) على جاري قوانينهم (?) / ورتّب لهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015