وفي اليوم السّادس عشر من ربيع الأوّل ظفر المسلمون (?) بسفينة للنصارى مشحونة بالقمح كانت متوجهة إلى بعض قلاعهم، فغنم المسلمون ذلك، فكان أخذها فالا حسنا للمسلمين.
وفي ثامن عشر وصلوا إلى جهودا واسي (?) وطاب ريح المسلمين، فوصلوا إلى قلعة خراب في أرض تونس قرب قليبية، فزيّنت السّفن والأغربة بالرّايات الملوّنة إظهارا لهيبة الإسلام وعنوانا للعساكر العثمانية، فأرسوا في اليوم الرابع والعشرين بمرسى حلق الوادي، ونزلت العساكر المنصورة، ونصبت وطاقات الباشا على مسافة لا تصل المدافع من حصن حلق الوادي إليها، ونصب معه أوطاق (?) قلج علي وغيره من الكبراء، وأنزلوا المدافع الكبار، وشرعوا يتقربون قليلا قليلا إلى القلعة، ويبنون المتاريس يستترون بها، ويسوقون الأتربة أمامهم ويستترون / خلفها، ويحفرون الخنادق فينزلون فيها، فلا تصيبهم (?) المدافع، فيتقدّمون إلى القلعة على هذا الأسلوب إلى أن وصلت العساكر المنصورة إلى القلعة، فتقدّموا بالبنادق وآلات الجهاد، ونصبوا بقرب القلعة المنجنيقات والمدافع، فوجهت إلى صوب (?) الكفرة مع المكاحل (?) الكبار، فأقدم الباشا بعساكره بصدق إعتقاد وإعتماد على الله تعالى، وتهيّأ الكفّار للنّزال، فتراموا بالمدافع، فبينما هم كذلك إذ وصل الخبر بوصول حيدر باشا - المقدّم الذّكر - وكذلك بكلاربكي طرابلس الغرب مصطفى باشا - رحم الله الجميع برحمته الواسعة - فوصلا ليلا (?) مع قليل من الغلمان إلى وطاق سردار (?) العمائر (?) المنصورة، فدخلا على الوزير المعظم سنان باشا - رحمه