واجتمعوا بميناء ناورين (?) ومن هناك توجّهوا لبرّ المغرب إلى أن وصلوا إلى ماللو كليسان (?) من مملكة البندقية، فوصلوا يوم الخميس لخمس مضت من ربيع الأول ليمان الخير (?)، فاستقروا بها ليلة كاملة، وأصبحوا متوجّهين فعبروا بسفنهم إلى العمّان (?) وهو موضع ضيق يتعسر على أمثالهم لكثرتهم العبور منه بهذه السّفن الكثيرة خوفا من تصادمها عند شدّة تموّج البحار، ولكنّ الله سلّم، فساروا حتّى وصلوا وقت ظهر اليوم التّاسع إلى طبرق حصار وهو حصن منيع للكفار على ساحل البحر، فلمّا وصلوا حاربهم الكفّار فدهكهم عساكر الإسلام، فهرب الكفار إلى قلعة حصينة تسمّى تيجة (?) ولحقهم المسلمون فاقتتلوا فاستشهد من رزق الشهادة من المسلمين، وعجّل الله إلى النّار من مات من الكافرين، فلمّا غربت الشّمس رمي مدفع لإعلام الغزاة بالعود إلى سفنهم فحضروا وركبوا، فسافروا إلى أن وصلوا إلى جزيرة مسينة (?) في اليوم الرّابع عشر، فاستقرّوا بها يسيرا، ثم ساروا وافترقوا بالنّو (?)، ثم إجتمعوا ومرّوا بقلل يان (?) فحوصرت وهدمت قلعتها، وقتلوا من بها من النّصارى، وعادوا إلى سفنهم، وصاروا ينزلون كلّ يوم للماء إلى جانب من ساحل / صجلية (?)، وكلّما وصلت يدهم إليه من نهب وغارة وقتل بادروا إليه، وأخربوا قرى الكفرة وبساتينهم، وعادوا إلى سفنهم، فاجتمع كلّ من في ذلك السّاحل من النّصارى من فارس وراجل وصاروا عسكرا فتقدموا لقتال من نزل من المسلمين إلى البر، فنزل إليهم المسلمون فهزموهم فقتل منهم كثير، وأسّروا النّساء والصّبيان، وفرّ من أمكنه الفرار من الرّجال، وأطلق المسلمون النّار في تلك السّواحل وحرقوا أشجارهم ودورهم.