ويقيمون حدود شرائع الدّين، فالله تعالى يمدّ ظلال سلطنتهم على المسلمين ويؤيّد بهم أهل السّنّة والدّين، ويقمع بهم أهل الكفر والأهواء والمخالفين، من قال آمين أبقى الله مهجته فإن هذا دعاء ينفع البشر.
قيل في سبب عصمة العثمانية من الفتن وتغلب الأمراء والوزراء الّتي وقع فيها غيرهم من الدّول بعد عصمة الله السّابقة في سابق قضائه وقدره أنّ ملوكهم في أعصارهم منعوا أن يبايعوا غيرهم في تصرف الملك والإمارة والمناصب الجليلة والإشتراك / في الخطبة والسّكّة والإستقلال بزمام (?) المناصب واتخاذ الحصون والقلاع، وتسيير الأغربة البحرية فخصّوا بذلك أنفسهم، وميّزوا ألقابهم عن ألقاب الوزراء، فما شاركهم في أسباب القوة والعدّة وجمع الخزائن الجهادية وغيرها أحد، وقطعوا رأس من تسمّى بالسّلطان والملك، وقطعوا ولاية العهد بتقديم البيعة، وفهموا الإشارة النبوّية في إشتراك (?) البيعة إذا بويع الخليفتان فاقتلوا الآخر أو كما قال اهـ. من محاضرة الأوائل لعلي ددة، ثمّ (?) قال: سمعت بعض الأولياء نقلا عن الجفر (?) الجامع أنه تمتد دولتهم إلى زمان المهدي، ويسلّمون الخلافة إليه ويكونون من شيعته وناصري دولته، وسمعت ممن أثق بقوله أنه ذكر ذلك عند حضرة السّلطان سليمان الغازي - رحمه الله تعالى - فقيل له: إن خرج المهدي في عصرك هل تسلّم له الخلافة بلا منازعة؟ فقال:
أرى نفسي تنازعني في رياسة الخلافة لأنّه قيل آخر ما يخرج من قلوب الصّدّيقين حبّ الرياسة، فأنظر إلى كمال معرفته - رحمه الله - بحقيقة النّفس الإنسانيّة حسبما قال الصّدّيق (?): {وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ} (?) الآية، اهـ.
وقال الشّيخ أحمد بن قاسم بن أحمد ابن الفقيه قاسم إبن الشّيخ الحجري الأندلسي (?)، وأنا أدعو للسّلطان مراد إبن السّلاطين العثمانيين الّذين أشهر الله /