ثمّ تولّى بعده سلطاننا السّعيد السّلطان سليم خان (?) سنة ثلاث ومائتين وألف (?) بارك الله في حياته، وقرن النّصر براياته، ونكس أعلام الكفر تحت أقدام جيوشه ومقدماته، وجعله محفوظا مؤيّدا معززا منصورا بالقرآن العزيز وآياته، وخلّد السّلطنة في عقبه وأهل بيته إلى يوم الحقّ وعلاماته، والله تعالى يتولّى أسلافه الكرام البررة بالروح والرّيحان وتمام المغفرة، ويبوّء الجميع وإيانا فردوسا مع نبيّنا صاحب الشّفاعة المنتظرة، ويديم على الأمّة المحمّدية هذه الدّولة السّعيدة على توالي الأيام، ويحمي بحمايتها كافّة الإسلام، ويبقي سلطنتها القاهرة على الدّوام (إلى يوم القيام) (?) فكم لأسلافها الغزاة المجاهدين في نصرة الملّة المحمّديّة الغرّاء من يد بيضاء للنّاظرين، وكم فتحوا من أقاليم للكفر فصارت دار إسلام على رغم أنوف الكافرين، فالتحقت فتوحاتهم بفتوحات الصّحابة - رضي الله تعالى عنهم أجمعين - وقلّدوا / هذه الأمّة مننا تعظم عن الحصر والإحصاء (?) وتجلّ عن التكييف والإستقصاء (?)، فهم - رضي الله عنهم - في هذه الأعصار حماة هذا الدّين بالسّيف والقلم، وحجّته الواضحة بالكلام (?) والكلم.
ولقد حكمت علماء أئمّة الإسلام واتّفقت كلمتهم - رضي الله تعالى عنهم - على أنّ سيوف الحقّ أربعة وما عداها للنّار، سيف رسول الله صلّى الله عليه وسلم في المشركين، وسيف أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - في المرتدّين، وسيف علي - رضي الله تعالى عنه - في الباغين، وسيف القصاص بين المسلمين، فسيوف آل عثمان - رضي الله عنهم - إذا سبرت لم تخرج عن هذه السّيوف الأربعة، فإنهم ما زالوا منذ كانت أسلافهم إلى نشأة أخلافهم - بارك الله فيهم - يجاهدون الكفّار والمرتدّين، ويقاتلون الباغين والمارقين،