والحجّة والسّيف، وأقام السّنّة وأحيى الملّة، ورفع شعائر الشريعة وأعلى منارها، وأحيى ما اندرس من آثارها، فكان من المجددين لهذه الأمة دينها في القرن العاشر لكثرة علمه وعمله وأدبه وفضله وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.

وفي أيّامه السعيدة عمل له العلامة مولانا أبو السعود (?) تفسيره المشهور وغزا - رحمه الله تعالى - بنفسه ثلاث عشرة غزوة (?) منها ثلاث غزوات (?) لقتال قزلباش لإطفاء نار البدعة، والعشرة الباقية لإطفاء نار الكفر / واستقصاء تفاصيل جميعها يحوّج إلى الدّواوين الكبار، وقد قام بذلك أهله وهو غير مناسب لهذه العجالة، وليس غرضنا من ذكر هذه النّبذة إلاّ تزيين كتابنا بذكر شيء من مآثر هذه السّلالة الكريمة، فإن مغازي آل عثمان صارت طرازا للكتب من هذا الشأن، كما أن سيرة (?) المصطفى صلّى الله عليه وسلم ومغازيه وسيرة أصحابه ومغازيهم أصل وعماد لهذا الدين في كل عصر وأوان.

فعلينا بالإشارة إلى بعض مآثر هذا السّلطان - رحمه الله ونفعنا به -.

فنقول: كان - رحمه الله ورضي عنه - كأسلافه الطّيّبين محبّا للجهاد في سبيل الله، باذلا نفسه وخزائن أمواله لإعلاء كلمة الله، بحيث لم ترفع راية في زمانه للإسلام على رأس أحد من السّلاطين العظام مثله، ولم يكن أكثر جهادا ونصرة للدّين، وأكمل عدّة وآلة لقطع دابر المشركين، وأكثر جيوشا وأعوانا، وأغزر رجالا وفرسانا، وأعدى للإفرنج (?) الملاعين، وأقمع لأهل البغي والبدعة والكفرة الملحدين، وأشدّ عضدا وأشدّ نصرا لأهل السّنّة والدّين منه - رحمه الله تعالى - فهو سليمان زمانه وفريد عصره وأوانه، فكم دوّخ بلاد الكفر واجتاحها، وجاس خلال مغانيها ورباعها، وافتتح صياصيها وقلاعها، وأخرب معاهد الأصنام، وبنى مساجد للإسلام.

ولمّا تعسّر ضبط فتوحاته علينا لكثرتها إخترنا بعضا منها له تعلق / بغرضنا، فمن ذلك غزوة رودس، وهي جزيرة في وسط البحر الشامي ما بين مصر والقسطنطينينة (?) إبتنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015