السّالكين في مقامات اليقين، فقد دخل الخلوة، وإرتاض بها، ودخل معه مولانا الشيخ محيي الدّين ياوضي أفندي، والد مولانا أبي السعود أفندي المفتي المفسّر - رحمهم الله ونفعنا بهم - وكان رحمه الله ابتنى الجوامع / والمدارس والعمارات ودار الضّيافات والتّكايا والزوايا ودار الشّفاء للمرض والحمّامات والخانات والجسور، ورتّب للمفتي الأعظم ومن في رتبته من العلماء في زمنه لكل عام عشرة آلاف عثماني، ولكل واحد من مدرسي الثمانية من مدارس والده المرحوم السّلطان محمد خان في كلّ عام سبعة آلاف عثماني، (ولمدرسي شرح المفتاح لكلّ واحد أربعة ألاف عثماني) (?)، ولكلّ واحد من مدرسي شرح التجريد (?) ألفي عثماني، وكذلك رتّب لمشايخ الطّريق إلى الله تعالى ومريديهم وأهل الزّوايا لكلّ واحد على قدر مرتبته وإستحقاقه هذا غير كسوة الصيف من الأصواف ونحوها، وغير كسوة الشتاء من الفراء (?) والجوخ لكلّ واحد منهم على قدر مرتبته، فصار ذلك قانونا جاريا بعده مستمرّا، وكان له - رحمه الله - عدّة أبناء كرام أعلاهم في الكمالات السّلطان سليم، فولاّه بحياته لما رأى فيه من علامات السّعادة (?) الزائدة على إخوته إلى أن حضرت وفاة السّلطان بايزيد - رحمه الله - سنة ثمان عشرة وتسعمائة (?) وعمره اثنتان وستون سنة.