ففي سنة ثمان وعشرين وستمائة (?) هجم الإفرنج على الشّام وأخربوا غالبه، فوصل إليهم الغازي محمّد فأبادهم / بالقتل والسّبي.
وفي سنة سبع وثلاثين وستمائة (?) توفي فولي بعده ولده نظام الدّين أبو المظفّر باغي يوصان، فتوفي سنة إثنتين وستين وستمائة (?)، وتولّى بعده المجاهد جمال الدّين فتوفّي سريعا، فتولّى عمّه ابراهيم، فتولّى بعد ابراهيم ولده اسماعيل، فتولّى بعده ذو النّون بن محمّد وهو آخر الدّانشمندية، فاستولى بعدهم السّلجوقية، ثم بعدهم العثمانية.
ولمّا أفضى الملك لآل عثمان، واستولوا على أكثر ممالك الرّوم، ولم يبق لهم إسم من فتح القسطنطينية تأهّبوا لفتحها، فلمّا أفضت السّلطنة إلى السّلطان محمد خان - رحمه الله تعالى - شرع في مهمات فتحها ومقدماته، وهي من أعظم البلدان وأكثرها أهلا وأمنعها حصنا لإحاطة البحر بها من كلّ جانب إلاّ الطّرف الغربي، وهو طرف يسير، حصّنوه بثلاثة أسوار وعدة خنادق يجري فيها ماء البحر مع ما فيها من المكاحل والمدافع فأظهر السّلطان مسالمة صاحب قسطنطينية، وذلك في سنة ست وخمسين وثمانمائة (?)، ثمّ طلب من طرف بلاده أرضا مقدار جلد ثور عيّنها له فاستقلّ ذلك صاحب قسطنطينية، وقال: سبحان الله وما يفعل به. فهو له! فأرسل السّلطان محمّد - رحمه الله تعالى - البنّائين والصّناع فاجتازوا الخليج فقدوا جلد الثّور (?) قدّا رقيقا على صورة الخيط وبسطوه على الأرض على أضيق محل من فم الخليج فبنوا على المقدار (?) الّذي أحاط به ذلك الجلد / سورا منيعا شامخا، وحصنا رفيعا باذخا (?)، فركّب فيه المدافع ثم بنى في مقابلة ذلك الحصن في بر أناظولي حصنا آخر وهو طرف