يجود ليحمي (?) بيضة الدين إن رآى ... وبالسيف للباغي تقام حدود

فلا زال هذا الملك معتليا به ... يجدد أركان الهدى ويشيد

ويصقل سيف الغزو في كل حجة ... فيبدئ نهج المصطفى ويعيد

ويورثه ذرّية دام سعدها ... تبيد العدا بالقهر وهي تزيد

وتعزى إلى عثمان جدّا وجدّها ... له دائما في العالمين جدود

وتبقى على كرّ الدّهور يزينها ... عفاف وعدل في البلاد وجود /

وتحفظ للمهدي الهدى فإذا أتى ... تؤدي إليه أمره فتسود.

ولمّا تمكّن - رحمه الله تعالى - من القسطنطينية (?)، وتمّ أمر فتحها أسّس بها قواعد العدل والإحسان والخيرات، فمن جملة ذلك تأسيس العلم فيها بقدم راسخ لا يخشى عليه فيها الأفول، وبنى بها سنة خمس وستين وثمانمائة (?) وفرغ سنة خمس وسبعين وثمانمائة (?) جامعا معروفا الآن باسمه ومدرسة (?) كالجنان لها ثمانية أبواب، وقنّن بها قوانين تطابق المعقول والمنقول، وترغب في طلب العلم الشّريف، وتكسو (?) للطالبين حلل (?) القبول، فجزاه الله خيرا عن المسلمين، وذلك أنه جعل لطلبة العلم أيام الطلب ما يسدّ فاقتهم قوتا ولباسا، وجعل لهم بعد ذلك مراقي (?) يرقون إليها إلى أن يصلوا إلى سعادة الدّنيا ويتوصلون بها إلى سعادة العقبى إن وفّق الله بفضله، وإنه - رحمه الله تعالى - إستجلب العلماء الأكابر من أقاصي البلاد، وأنعم عليهم، كالعلاّمة مولانا علي قوشجي (?) والفاضل الطوسي (?) والعلاّمة الكوراني وغيرهم من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015