وثمانمائة، وصلّى في أكبر كنائسها صلاة الجمعة بعد جعلها مسجدا وهي المسماة أيا صوفيا (?)، فأبدلها الله من من الظّلمات بالنّور، ولا زالت محلاّ للعبادة وسببا للحسنى وزيادة، ومقرّ عزّ وسعادة، وما أحسن ما أنشده (?) الإمام البقاعي - رحمه الله - في صورة هذا الفتح العظيم (?)، طالعها: سؤال جرى على لسان مراقب أمسى يخاطب بعض من سهرت عيناه يحرس في سبيل الله، وهي قصيدة من ثالث ضروب البحر الطويل وهو الضرب المحذوف والقافية متواترة (?) مطلقة (?) مردف فقال (?):
[الطويل]
أمن ذكر من تهوى اعتراك سهود (?) ... أم القلب فيه للجحيم وقود
أراك لا تزال موكّلا ... برعي الفيافي والأنام رقود
كأنك مهجور (?) وعدت (?) بزورة ... فما يطرق العينين منك (?) هجود
تجيء وتمضي في السّلاح مسربلا ... كأنك ليث للظباء (?) يصيد
أما تختشي أن الحبيب يروعه ... لقاك فما ينفكّ (?) منه صدود
فضع عنك (?) هذا الزي والقه سالما ... يذيقك طيبا للقاء وعود
لقد ضل عن قصدي (?) الرقيب ولم يقع ... على حادث أمضي له وأعود