كرميان، وتركوا السّلطان با يزيد (67) خان وذهبوا إلى تيمور لنك، واشتدّ الحرب وقتل من أولاد السّلطان با يزيد (67) مصطفى، فشرع عسكره في الرجوع إلى خلف، وثبت السّلطان با يزيد (67) وقليل ممّن معه واستمرّ يقاتل إلى أن وصل إلى تيمور بسيفه فقاتل بنفسه وقد عجزوا عنه فرموا عليه (?) بساطا وأمسكوه (?) فحبسوه (?) حسبما أسلفنا (?).
فقبضوا عليه وحملوه عند إنصرافهم من بلاد الرّوم، فلم يزل معهم إلى أن وصلوا إلى حدود تبريز، وكان قصد تيمور أن يطلقه إذا وصلها لكن أخذه - رحمه الله تعالى - مرض الخناق وضيق النّفس فلم ينفع (?) فيه الدّواء، ولمّا تحقّق - رحمه الله تعالى - فراغ العمر المعلوم، وحلول الأجل المحتوم، أوصى تيمور لنك (?) وقال له: لي إليك (?) ثلاث نصائح: أولاهن أن لا تقتل رجال الأروام فإنهم رداء الإسلام، وأنت أولى بنصرة الدّين لأنك تزعم أنك من المسلمين، ثانيهن أن لا تترك التّتار بهذه الدّيار فإنك إن تذرهم يملؤوها من قبائلهم نارا وهم على المسلمين أضرّ من النّصارى، ثالثهن أن لا تدير (?) التخريب في قلاع المسلمين وحصونهم، ولا تجلهم عن مواطنهم وحركتهم وسكونهم، فإنها معاقل الدّين وملجأ الغزاة (?) والمجاهدين، وهذه أمانة حمّلتكها، وولاية قلّدتكها، فقبلها بأحسن قبول وحمل الأمانة ذلك / الجهول ولمّا قضى نحبه - رحمه الله تعالى - تأسّف وحزن وبكى ودفن بتبريز، ثم نقله ولده موسى جلبي (?) بمعرفة (?) تيمور إلى تربته بمدينة بروسا (?) فتوفي - رحمه الله تعالى - سنة خمس وثمانمائة (?).