ومراد باشا وكان بمسلاّتة (?)، وبقي بها درغوث إلى أن توفي، وقبره الآن مزار وعليه بناء عظيم».
وسبب أخذها من العدو أن مراكب المسلمين جاءت من اسلامبول (?) مددا للعمارة المحاصرة لحلق الوادي بتونس - يعني بعد قدوم خير الدّين أولا، وكان باشا العمارة سنان باشا، أخا الوزير الأعظم رستم باشا وزير المرحوم السّلطان سليمان خان - (?) فمرت بسواحل طرابلس فكلمهم أهل السواحل في اعانتهم على النّصارى فقالوا انا لم نؤمر بذلك من السّلطان، فقال لهم الباشا مراد أعينوني في هذا الأمر فإن / كانت عقوبة فأنا المؤاخذ بها دونكم، فحاصروها برّا وبحرا إلى أن أخذوها فذهب معهم مراد باشا إلى السّلطان، وقال له: إن كانت عقوبة فأنا المؤاخذ بها دون هؤلاء الأمراء، فرضي السّلطان عنه وعنهم وأكرمهم (?).
وأما أخذ النّصارى لها فذكروا لذلك قصّة غريبة، وهي أن أهل هذه المدينة فيما مضى كانوا أهل دنيا عريضة (?) فيما يقال، وليس فيهم عناء ولا لهم بالحرب خبرة، فبينما هم كذلك اذ قدمت سفن للنّصارى تجّارا بها سلع كثيرة فنزلت بالمرسى، فخرج إليهم رجلا من التجار فاشترى منهم جميع ما بأيديهم من السلع ونقد لهم ثمنها، ثم استضافهم رجل آخر فصنع لهم طعاما فاخرا، فلما قرب لهم الطعام أخذ ياقوتة ثمينة ودقّها دقّا ناعما وذرها على الطعام فبهتوا من ذلك، فلما فرغ قدم لهم دلاعا (?) فطلبوا سكينا لقطعها فلم توجد في داره سكين (?) ولا عند جاره إلى أن خرجوا للسوق فأتوا