وقطع تصرّف القوارب الداخلة إليه والخارجة عنه، وترك عليه من يحرسه، وتوجّه فنزل بقبلي المدينة بمقربة من باب الجزيرة وردم الخندق الذي هنالك ونصب أمام البلد مجانيق وآلات الحرب وأقام محاصرا لها كذلك أكثر من أربعة أشهر.

فلمّا كان يوم السّبت السابع من شهر ربيع الآخر (?) استولى على البلد وقبض على السيّد أبي زيد (?) وولديه وجماعته من الموحدين فثقفوا بدار بنيت لهم داخل القصبة وجعل عليهم من يحرسهم، وأمّن أهل تونس في أنفسهم ورباعهم، وأغرمهم مائة ألف دينار، ذكر أنها هي التي لزمته في النفقة عليها، قسّطها أهل تونس على أنفسهم بحسب أحوالهم وسعة أموالهم. وجعل القابض لها أبا بكر بن عبد العزيز بن السكّاك من أهلها، ولحقهم في استخلاصها من العنف والشدّة على يدي ابن عصفور - ثقة الميورقي وكاتبه - مما أدى إلى قتل جماعة منهم أنفسهم ورأوا أن ذلك أروح لهم، ومن جملتهم ابن عبد الرفيع المقدم على قبض مال المخزن وغيره / من النّاس، ولمّا علم الميورقي بذلك أمر برفع الطّلب عن أهل تونس فيما بقي قبلهم (?) من مال المغرم وذلك خمسة عشر ألف دينار، وعامل النّاس بالإحسان، ونادى فيهم بالأمان.

وفي أثناء ذلك بلغه عن أهل جبل نفوّسة توقّف عن أداء مغرمهم، فخرج بنفسه إليهم واستصحب معه السيّد أبا زيد وولديه يرحلون برحيله وينزلون بنزوله إلى أن استوفى من أهل نفوسة مغرمهم وعاد إلى تونس، واستقرّ بقصبتها، فاتّصل (?) بالنّاصر ما دهم أهل افريقية منه ومن ابن عبد الكريم وقراقش فامتعض (?) لذلك وأخذ في الحركة إليها، وكانت الأخبار تأتي على الميورقي بحركته فيدفعها إلى أن وصل رجاله فأخبروه بوصول النّاصر إلى بجاية، فوجّه حينئذ ذخيرته (?) وأمواله إلى المهديّة لتكون تحت احاطة (?) ابن عمّه علي بن الغازي، وخرج من تونس فوصل إلى القيروان وأقام بها أيّاما ثم انتقل إلى قفصة، فاجتمع بالعربان هنالك، وأخذ مواثيقهم ورهائنهم على الخدمة معه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015