الموحدين، والدّعوى لبني العبّاس، وسعوا جميعا في فساد البلاد، وهلاك العباد، وكانوا يلتقون في كثير من الحروب وبينهم معاونة ومصالحة. وأصل قراقوش (*) هذا وسبب دخوله من المشرق إلى المغرب «أن صلاح الدّين (?) يوسف بن أيوب - المقدّم الذكر - كان حصل بينه وبين نور الدّين بعد تسلطنه بمصر وحشة خاف بسببها أن ينتزعها منه نور الدّين فاحتاط لنفسه وبنى [على] (?) الدفاع لنفسه أمامه ان وصل، وذلك سنة ثمان وستين وخمسمائة (?)، فانقسم أمره بين بلاد اليمن وبلاد المغرب فقال له أخوه تورانشاه (?) بن أيوب: أنا أتوجّه إلى اليمن، [وأستفتحها وأعيدها لك ان احتجت إليها] (?) فتجهز إليها (?) في السنة المذكورة وافتتحها في السنة التي بعدها، وقال له الملك المظفر تقي الدّين ابن أخيه شاهنشاه بن أيّوب: أنا أتوجّه إلى المغرب فأفعل مثل ذلك، فاشتغل تقي الدّين بالنّظر في حركته ثم انه زهد في بلاد المغرب وعرف ما بينه وبين افريقية من العربان والمهالك فاستعفى من ذلك.

وقد كان سرى خبر تغريبه إلى جمع من خواصّه وجنده فاستشرفوا (?) لذلك وبنوا عليه، فلمّا امتنع (?) تقي الدّين من التغريب فرّ مملوكه شرف الدّين قراقش الأرمني (?) بطائفة من قومه وابراهيم بن قراتكين (?) بطائفة أخرى، وكان سلاح دار (?) الملك المعظّم شمس الدولة أخي صلاح الدّين، الاّ أنه كان في أجناد / تقي الدّين فجاز المذكوران بمن معهما إلى المغرب، ولمّا جازا العقبة رأيا أن يفترقا لينفرد كل واحد بما قدر له من الملك والرئاسة (?)، فأما ابراهيم (?) بن قراتكين فانه سار بجمعه ووقع في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015