إلى ذلك، وأمّنهم وأعطاهم سفنا فركبوا فيها، وكان الزّمان شتاء فغرق أكثرهم ولم يصل منهم إلى صقليّة الاّ النّفر اليسير.
وكان صاحب صقليّة قال: ان قتل عبد المؤمن أصحابنا بالمهديّة قتلنا المسلمين الذين عندنا بجزيرة صقليّة، وأخذنا حريمهم وأموالهم، فأهلك الله الافرنج غرقا وكان مدّة ملكهم للمهديّة اثنتي عشرة سنة.
ودخل عبد المؤمن المهديّة بكرة عاشوراء من المحرّم سنة خمس وخمسين وخمسمائة (?)، فسمّاها عبد المؤمن سنة الأخماس، وأقام بالمهديّة عشرين يوما فرتب أحوالها، وأصلح ما ثلم من سورها، ونقل إليها الذخائر من الأقوات والرجال والعدد، وولى عليها أبا عبد الله محمد بن فرج الكومي (?)، وأسكن الحسن زويلة، وأمر الكومي أن يقتدى به في أقواله وأفعاله وأقطع الحسن اقطاعا، وأعطاه دورا نفيسة يسكنها، وكذا فعل بأولاده، ورحل عن المهديّة أول صفر من السّنة المذكورة إلى بلاد المغرب» (?).
«وأقام (?) الحسن وبنوه بعد عبد المؤمن عشر سنين على ما هم عليه إلى أن توفي عبد المؤمن / وولي ابنه أبو يعقوب فوصل أمره بطلوع الحسن إلى المغرب، فطلع بأهله وولده وحاشيته سنة ست وستين وخمسمائة (?)، فلمّا وصل إلى الموضع المسمى بتامسنا (?) توفي هنالك (?) وبه قبره، وكانت وفاته في شهر رجب من العام المذكور.
وذكر التجاني (?) في «رحلته» ان عبد المؤمن لمّا وصل إلى افريقية واستنقذ المهديّة من أيدي النّصارى، وقام (?) أهل كل بلد على من عندهم امتثل أهل سوسة ذلك، ورحل (?) أشياخهم إلى عبد المؤمن، ووصل إليه أيضا جبارة بن كامل الذي كان مستوليا عليها، فقدم على سوسة حافظا من الموحدين يعرف بعبد الحق بن علناس