جميعهم على ما اختاره لمدة خمس سنين، ثم عاد إلى مراكش في أواخر سنة ثلاث وتسعين، ولما وصل إليها أمر باتخاذ الأحواض والرّوايا (?) وآلة السفر للتوجه إلى بلاد افريقية، فاجتمع إليه أشياخ (?) الموحدين وقالوا له: يا سيدنا قد طالت غيبتنا بالأندلس، فمنا من له خمس سنين ومنا من له ثلاث سنين وغير ذلك، فتنعم علينا بالمهلة هذا العام وتكون الحركة سنة خمس وتسعين، فأجابهم إلى سؤالهم وانتقل إلى مدينة سلا (184) وشاهد ما فيها من المنتزهات المعدّة له، وكان قد بنى بالقرب منها مدينة عظيمة سمّاها «رباط الفتح» على هيئة الاسكندرية في اتّساع الشّوارع وحسن التّقسيم واتّساع البناء وتحسينه وتحصينه، وبناها على البحر المحيط الذي هناك، وهي على نهر بسلا (?) مقابلة لها من البرّ (?)، وطاف تلك البلاد وتنزّه فيها ثم رجع إلى مرّاكش» (?).

ابن خلكان (?) «ثم بعد هذا اختلفت الروايات في أمره فمن النّاس من يقول إنه ترك ما كان فيه وتجرد وساح في البراري وانتهى إلى بلاد المشرق وهو مستخف لا يعرف، ومات خاملا، ومنهم من يقول أنه رجع إلى مرّاكش كما ذكرنا، وتوفي في غرة جمادى الأولى وقيل في شهر ربيع الآخر سنة / خمس وتسعين وخمسمائة بمرّاكش، ولم ينقل شيء من أحواله بعد ذلك إلى حين وفاته، وكانت ولادته يوم الأربعاء رابع عشر ربيع الأول سنة أربع وخمسين وخمسمائة» (?).

وقال ابن الخطيب (?) «لما تم له ما أراده من تمهيد بلاد افريقية صرف عنانه إلى الجهاد بالأندلس فأجاز البحر، واحتل اشبيلية (?)، ولحقت به ارسال طاغية الروم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015