وصبرت الرجال، فأمر الأمير يعقوب فرسان / الموحدين وأمراء العرب أن يحملوا ففعلوا، وانهزم الافرنج وعمل فيهم السّيف فاستأصلهم قتلا، وما نجا (?) ملكهم الا في نفر يسير، ولولا دخول الليل لم يبق منهم أحد، وغنم المسلمون أموالهم، حتى قيل ان الذي حمل (?) لبيت المال من دروعهم ستّون ألف درع، وأما الدّواب على اختلاف أنواعها فلم يحص لها عدد، ولم يسمع في بلاد الأندلس بكسرة مثلها (?).

ومن عادة الموحدين أنهم لا يأسرون مشركا محاربا ان ظفروا به ولو كان ملكا عظيما، بل تضرب رقابهم قلّوا أو كثروا، فلما أصبح جيش المسلمين اتبعوهم فألفوهم قد أخلوا (?) قلعة رباح لما داخلهم من الرّعب، فملكها الأمير يعقوب وجعل فيها واليا وجيشا، ولكثرة ما حصل له من الغنائم لم يمكنه الدّخول إلى بلاد الافرنج في ذلك الوقت، فعاد إلى مدينة طليطلة وحاصرها وقاتلها أشدّ القتال، وقطع أشجارها وشن الغارات على بلادها، وأخذ من أعمالها حصونا كثيرة وقتل رجالها وسبي حريمها وخرّب مبانيها وهدّم أسوارها، وترك الافرنج في أسوء حال، ولم يبرز إليه أحد من المقاتلة.

ثم رجع إلى اشبيلية وأقام بها إلى سنة ثلاث وتسعين (?)، فعاد إلى بلاد الافرنج مرّة ثالثة، وفعل بها كفعله المتقدم، فلم يبق للافرنج قدرة على لقائه وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فأرسلوا إليه يلتمسون الصّلح، فأجابهم إلى ذلك لما اتصل به من أخبار يحيى بن اسحاق (?) / الميورقي ابن غانية لما دخل افريقية عند اشتغال الأمير يعقوب بجهاد الأندلس ثلاث سنين، فأوقع الصلح بينه وبين ملوك الافرنج بالأندلس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015