ثم قال لهم (?): استعدّوا لحضور مماليك السّلطان بالسّلاح فاذا جاؤوكم فأجروهم على العادة وخلّوا بينهم وبين النّساء وميلوا عليهم بالخمور، فاذا سكروا فأذنوني بهم، فلمّا حضر (?) المماليك فعل أهل الجبل ما أشار به ابن تومرت، وكان ليلا، وأعلموه بذلك، فأمر (?) بقتلهم، فلم يمض من الليل ساعة حتى أتوا على آخرهم، فلم يفلت منهم إلاّ مملوك واحد كان خارج المنازل لحاجة له، فسمع التّكبير عليهم / والوقع بهم فهرب عن غير الطريق حتى خلص من الجبل ولحق بمرّاكش فأخبر الملك بما جرى، فندم على فوات ابن تومرت من يده، وعلم أن الحزم كان مع مالك بن وهيب (?) فيما أشار به، فجهّز من وقته خيلا بمقدار ما يسع وادي تين مل (?) لأنه ضيّق المسلك، وعلم ابن تومرت أنه لا بدّ من وصول عسكر إليهم، فأمر أهل الجبل بالقعود على أنقاب الوادي ومراصده، واستنجد لهم بعض المجاورين فلمّا وصلت الخيل إليهم أقبلت عليهم الحجارة من جانبي الوادي مثل المطر، وكان ذلك من أوّل النّهار إلى آخره، وحال بينهم الليل فرجع العسكر إلى الملك، وأخبروه بما تمّ لهم، فعلم أن لا طاقة له (?) بأهل الجبل، فأعرض عنهم.

وتحقّق ابن تومرت ذلك منه، وصفت (?) له مودّة أهل الجبل، فعند (?) ذلك استدعى الونشريسي (?) وقال له: هذا أوان فصاحتك (?) دفعة واحدة، تقوم لك مقام المعجزة لنستميل بك قلوب (?) من لا يدخل تحت الطّاعة، ثم اتّفقا على أنه يصلّي الصّبح ويقول بلسان فصيح - بعد استعمال العجمة واللكنة [في] تلك المدّة -: إنّي رأيت البارحة في منامي أنّه قد نزل ملكان من السماء وشقّا فؤادي وغسلاه وحشياه علما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015