سنة تصعد مماليكه إلينا ينزلون بيوتنا ويخلون بمن فيها من النساء، فيأتي الأولاد على تلك الصفة، وما لنا قدرة على دفع ذلك عنّا، فقال ابن تومرت: والله إن الموت خير من هذه الحياة، وكيف رضيتم هذا وأنتم أضرب خلق الله بالسّيف وأطعنهم بالحربة؟ فقالوا:
بالرغم لا بالرضا قال: أرأيتم لو أن ناصرا نصركم على أعدائكم ما كنتم تصنعون؟ قالوا:
نقدم أنفسنا بين يديه للموت، فمن هو؟ قال: ضيفكم - يعني نفسه - قالوا: السّمع والطاعة، / وكانوا يغالون في تعظيمه، فأخذ عليهم العهود والمواثيق واطمأن قلبه» (?) «قيل (?) إن المصامدة بايعوه يوم الجمعة الرابع عشر لشهر رمضان من عام خمس عشرة وخمسمائة (?)، فأول من بايعه أصحابه العشرة تحت شجرة خرنوب وهم عبد المؤمن بن علي، وعمر أصناك (?) الصنهاجي، والشيخ أبو حفص عمر الهنتاتي واسماعيل بن مخلوف وابراهيم [بن اسماعيل] (?) واسماعيل بن موسى، وأبو يحيى بن مكيث (?)، ومحمد بن سليمان، وأبو محمد (?) عبد الله بن ملويات (?) وعبد الله بن عبد الواحد المكنّى بالبشير، والعاشر (?) الشّيخ عبد الواحد بن أبي حفص، ثم بايعه من هنتاتة يوسف بن وانودين، وابن يغمور (?) وابن ياسين، (ومن ينتمي إلى) (?) عمر بن تافراجين وجميع قبيلة هرغة، ولمّا كملت بيعته لقّبوه بالمهدي، وكان لقبه قبل «الامام» وانتقل بعد بيعته بثلاث سنين إلى جبل تينمل (?) فأوطنه وبنى داره ومسجده بينهم، وقاتل من تخلف عن بيعته من المصامدة حتى استقاموا له» (?).