بالمراكب والشواني والطرائد والمسطّحات، وأجوز بجملتي إليك، وأقاتلك في أعزّ الأمكنة لديك (?) فان كانت لك فغنيمة كبيرة جلبت إليك، وهديّة عظيمة مثلت بين يديك، وان كانت لي كانت يدي العليا عليك، واستحقيت امارة الملّتين والحكم على البرّين، والله يوفق للسعادة ويسهّل (?) الارادة، لا ربّ غيره ولا خير إلاّ خيره.

فلمّا وصل كتابه إلى الأمير يوسف (?) مزّقه وكتب على ظهر قطعة منه {اِرْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها، وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ} (?) الجواب ما ترى لا ما تسمع (?).

[طويل]

ولا كتب الا المشرفية عنده ... ولا رسل الا الخميس العرمرم (?)

فلمّا وقف (?) عليه الأذفونش ارتاع لذلك وقال هذا رجل حازم. «فشرع (?) يوسف في إجازة عساكره، فلمّا أبصر ملوك الأندلس عبور أهل المغرب يطلبون الجهاد، وكانوا قد وعدوا من أنفسهم بالمساعدة، اعتدوا أيضا للخروج، فلمّا رأى الأذفونش / اجتماع العزائم على مناجزته علم أنه عام نطاح، فاستنفر الافرنجة للخروج فخرجوا في عدد لا يحصيه إلاّ الله تعالى. ولم تزل الجموع تتألف وتتدارك إلى أن امتلأت جزيرة الأندلس خيلا ورجالا من الفريقين، كلّ أناس قد التفّوا على ملكهم. فلمّا عبرت جيوش يوسف بن تاشفين عبر في آخرها وأمر بعبور الجمال، فعبر منها ما أغصّ الجزيرة وارتفع رغاؤها إلى عنان السماء، ولم يكن أهل الجزيرة رأوا جملا (?) قط، ولا كانت خيلهم رأت صورها ولا سمعت أصواتها، فكانت تذعر منها وتقلق، وكان ليوسف بن تاشفين في عبورها رأي مصيب، فكان يحدق بها معسكره، وكان يحضرها الحرب، وكانت خيل الافرنج تحجم عنها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015