ابن تاشفين مقدّم جيش أبي بكر وكان خروجهم سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة (?)، ففتحوا سجلماسة بعد حصار ومقاتلة شديدة وحروب أجلت عن ظهورهم على زناتة.

يوسف ابن تاشفين وحروبه الموفّقة في الأندلس:

ثم خرج أبو بكر سنة أربع وخمسين وأربعمائة (?) «لأنه سمع أن عجوزا في بلاده ذهبت لها ناقة، فبكت وقالت: ضيّعنا أبو بكر بدخوله إلى بلاد المغرب، فحمله على ذلك أن استخلف على بلاد المغرب يوسف بن تاشفين ورجع هو إلى بلاده الجنوبية» (?) ومات في حرب السّودان.

«وكان يوسف رجلا شجاعا عادلا مقداما [اختط بالمغرب مدينة مراكش] (?).

فلمّا تمهّدت له البلاد تاقت نفسه إلى العبور إلى بلاد الأندلس، وكانت محصّنة بالبحر، فأنشأ شواني ومراكب وأراد العبور إليها، فلمّا علم ملوك الأندلس بما يرومه أعدّوا له عدّة من المراكب والمقاتلة وكرهوا إلمامه بجزيرتهم، إلاّ أنهم استهولوا جمعه واستفظعوا مدافعته وكرهوا أن يصبحوا بين عدوّين: الافرنج من شمالهم، والملثّمون من جنوبهم، وكانت الافرنج تشدّ وطأتها عليهم، إلاّ أن ملوك الأندلس كانت ترهب الافرنج باظهار موالاتهم لملك المغرب يوسف بن تاشفين، وكان له اسم كبير لنقله دولة زناتة وملك الغرب / إليه في أسرع وقت، وكان قد ظهر لأبطال الملثّمين في المعارك ضربات بالسّيوف تقدّ الفارس وطعنات تنظّم الكلى، فكان لهم بذلك ناموس ورعب في قلوب المنتدبين لقتالهم.

وكان ملوك الأندلس يفيئون إلى ظلّ يوسف بن تاشفين ويحذّرونه على ملكهم مهما عبر إليهم وعاين بلادهم، فلمّا رأوا عزيمته متقدّمة على العبور أرسل بعضهم إلى بعض، وتكاتبوا ليستنجدوا آراءهم في أمره، وكان مفزعهم في ذلك إلى المعتمد بن عباد لكونه أشجع القوم وأكبرهم مملكة، فوقع اتّفاقهم على مكاتبته [وقد تحققوا أنه يقصدهم] (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015