شادي من بلد دوين وأصلهما من الأكراد الرّوادية، فقدما العراق، وخدما مجاهد الدّين، فتولى شحنة بالعراق من جهة السّلطان مسعود غياث الدّين محمّد بن ملكشاه السلجوقي.

فرأى مجاهد الدّين في نجم الدّين عقلا ورأيا حسنا فجعله حافظا على قلعة تكريت، وتبعه أخوه أسد الدّين، ثم أخرجهما مجاهد الدّين من تكريت، فقصدا عماد الدّين زنكي فقبلهما وأحسن إليهما، فلمّا فتح عماد الدّين زنكي بعلبك جعل نجم الدّين حافظا عليها فلمّا قتل زنكي حضر نجم الدّين عسكر دمشق / في بعلبك، فلما خاف طلب الصلح وسلّم القلعة، وخرج بالأمان على اقطاع يأخذها من صاحب دمشق مجير الدّين محمد بن بوري بن الأتابك ظهير الدّين طغتكين (?)، وصار عنده من أكبر الأمراء» (?).

«واتصل أخوه أسد الدّين شيركوه بخدمة نور الدّين بعد قتل أبيه زنكي، فقرّبه نور الدّين وأقطعه، وكان يرى منه في الحرب آثارا يعجز عنها غيره لشجاعته وجرأته، فصارت له حمص والرحبة وغيرهما، وجعله مقدم عسكره.

ولمّا ملك نور الدّين محمود بن عماد الدين زنكي دمشق لازم نجم الدّين خدمته ومعه ولده صلاح الدّين، وكانت مخايل السّيادة (?) عليه لائحة، ونور الدّين يرى له ذلك ويؤثره، ومنه تعلّم صلاح الدّين طرائق الخير وفعل المعروف والاجتهاد في أمور الجهاد.

ثم ان شاورا، وزير المعتضد العبيدي صاحب مصر، غلبه على وزارته أبو الأشبال ضرغام (?)، وقتل له ولده علي (?) بن شاور، فتوجه إلى نور الدّين بالشّام، مستغيثا به في رمضان سنة ثمان وخمسين وخمسمائة (?)، فوجّه معه الأمير أسد الدين شيركوه بن شادي في جماعة من عسكره ومعه ابن أخيه صلاح الدّين في خدمته، وهو كاره للسفر معهم، وكان لنور الدّين في إرسال هذا الجيش غرضان: أحدهما قضاء حق (?) شاور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015