فلمّا توفي - رحمه الله - إرتجّت المدينة، وثارت الصيحة من نواحي القيروان، فمال أهل المنصورة (?) من الرجال والعبيد فنهبوا جميع ما في حوانيتها حتى لم يتركوا حانوتا، وألقيت النار في كبار الأسواق، ونهبت أموال التجار، فذهب الناس واشتغلوا بأنفسهم عن مقتل الشيخ أبي علي وخبره، وأراد عامل القيروان استرضاء الناس فجاء برجلين فقال: إنّهما اللذان / قتلاه فقتلهما.

وما تقدم من قوله خرج الأمر من القيروان إلى المهديّة وسائر بلادهم خلاف ما كان يقول شيخنا أبو الفضل أبو القاسم البرزلي (?) أن الوقت الذي قام عليهم فيه أهل القيروان قام فيه كلّ شيخ على من في بلده كالشّيخ محرز على أهل تونس، من غير أن يكون اتفاق منهم على ذلك، بل هي كرامة في حقّ جميعهم» قال: «ولم يبق المعزّ من آثار بني عبيد إلاّ أسماءهم على السّكّة والبنود، فسأله أبو عمران الفاسي عن ذلك، فاعتذر بالخوف على الحجّاج لبيت الله الحرام والمسافرين» (?) اهـ‍.

يعني لو أزال ذلك من السّكّة لأدّى إلى إضرار بني عبيد ملوك مصر بالحجّاج الواردين عليهم من المغرب والمسافرين أما بقتل، أو أخذ مال، أو منع الطريق، أو غير ذلك.

وممّا وجد مسطورا في مناقب سيدي محرز بن خلف (?) - نفعنا الله به - قال:

«كان السّلاطين يأتونه في كل الأوقات يتبرّكون به ويحضرون مجلسه ويسألونه الدّعاء فلمّا كان سنة ستّ وأربعمائة قتل الناس المشارقة واستأصلوهم فكان يؤتى بالرجل منهم إلى حضرته فيشهد عليه فيقتل بشهادة الشّيخ خاصة لا يحضر غيره من العدول، أو يترك اذا لم يثبت عليه شيء» (?) «قال الشيخ أبو محمد من الله: «كنت عند المؤدب محرز بعد قتله المشارقة بتونس، فقلت له قتلوا المشارقة بتونس ولم يقتلوا عندنا، فقال أرجو أن يقتلوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015