فتسلّم البلاد، وخرجت العمّال وجباة الأموال باسمه، وأوصاه المعزّ بأمور كثيرة، وأكّد عليه في فعلها، ثم قال: إن نسيت ما أوصيتك به فلا تنس ثلاثة أشياء: إيّاك أن ترفع الجباية عن أهل البادية، والسّيف (?) عن البربر، ولا تولّ (?) أحدا من أخوتك وبني عمّك، فانهم يرون أنّهم أحقّ بهذا الأمر منك، وافعل مع أهل الحاضرة خيرا، وفارقه على ذلك، وعاد من وداعه، وتصرّف في الولاية.

ولم يزل حسن السيرة، تام النّظر في مصالح دولته ورعيّته إلى أن توفي يوم الأحد لسبع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة (?)، بموضع يقال له: واركلان مجاور افريقية، وهو بفتح الواو وبعد الألف راء مفتوحة أيضا ثم كاف ساكنة وبعد الألف نون كلاهما بعد لام مفتوحة» (?).

فولي بعده ولده المنصور.

باديس:

ثمّ بعد المنصور ولده باديس، وممّا وجد في مناقب العارف بالله تعالى سيدي محرز بن خلف المتوفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة (?) المدفون بباب السويقة من تونس - نفعنا الله به - أنّه أتاه رجل (?) مستجير من مظلمة نالته من قبل باديس بن المنصور فكتب له المؤدب سيدي محرز بعد البسملة والصلاة على النبيء صلّى الله عليه وسلم: من محرز بن خلف / إلى باديس، أما بعد، فانّ الله حقق الحق في قلوب المؤمنين من عباده، ونقل المذنبين إلى ما افترض عليهم من طاعته، أنا رجل عرف كثير من الناس اسمي، وهذا من البلاء (?)، وأنا أسأل الله أن يتغمّدني برحمته، وربّما أتاني المضطر يسأل الحاجة، فان رددتها خفت، وإن التزمت ذلك كثر عليّ، وقد ورد عليّ رجل يزعم أنه طلب في دراهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015