الحادية عشرة في ذكر دولة آل عثمان وأمرائهم الذين فتحوا تونس الفتح الثالث من أيدي الكفار عند استيلائهم عليها.
الخاتمة فيما يتعلق بخصوص صفاقس ووطنها بقدر الطاقة.
أما بيان المقدمة في حد علم التاريخ الخ، فاعلم أن التّاريخ في اللغة مصدر أرّخ الكتاب إذا وقّته، وفي العرف اسم لعلم ضابط لوقائع الأعصار الماضية والحاضرة، مما له خطر وشأن بوقته للنقل، فخرج بالماضية والحاضرة المستقبلة.
فإن العلم المتعلق بها أن أسند للرّسول صلّى الله عليه وسلم سمّي علم الملاحم، وإن أسند لغيره كالإمام علي وذريّته - رضي الله تعالى عنهم -، سمّي علم الأجفار (?) وبقول ما له خطر ما لا خطر له مما تجري به العادة فإن ذلك لا يضبط (ولا يتعلق بضبط) (?) غرض، وبقولنا بوقته (?) مخرج للقصص المجرّد، وبقولنا للنّقل ضبط الحقوق الشّرعية للتوثيق بأوقاتها فإن الغرض منها إثبات الحقوق لا مجرد النقل.
ثم التاريخ إن تعلّق بأحوال الرّسول صلّى الله عليه وسلم، وأحوال الصّحابة - رضي الله تعالى عنهم - سمّي علم السّير، وقد يخص ما تعلق من ذلك بالقتال في سبيل الله باسم علم المغازي، فيطلق التاريخ (على ما سوى) (?) ذلك كما هو الشائع. ومن هذا التعريف يؤخذ موضوعه وهو (الوقائع المعتبرة) (?) مما له شأن. وأما منفعته فمعرفة أحوال من مضى