فيضبطها ويعسكر بها، فما وصل أبو يزيد إلاّ وقد وجد بشرى (*) فاقتتلا فانهزم أبو يزيد هزيمة فاحشة، فلمّا رأى أبو يزيد ما حلّ به نزل عن فرسه وركب حماره الأشهب وقال لمن بقي معه: هذه ليست حال من يريد الهروب بل حال من يطلب الموت [ثم] خالف بشرى (*) إلى أخبيته فجازها، فعلم بشرى بذلك، فأدركه رعب فولى منهزما وتبعه أصحاب أبي يزيد يأسّرون ويقتلون، ووصل بشرى إلى تونس منهزما ودخل أبو يزيد باجة بالسّيف، ثم خرج بشرى من تونس بعد أن ولى عليهم واليا من قبله، وسار حتى وصل سوسة، فلمّا علم القائم بالهزيمة أمدّه بالجيوش والأموال وأمره / أن يستعد (?) للقاء أبي يزيد ثانية، فكتب أهل تونس لأبي يزيد يلتمسون تأمينه فأمنهم، وخرج بشرى من سوسة فوصل إلى المرصد (?) [وهي] قرية كانت قرب المنارة، فلمّا علم أبو يزيد وجّه للقائه أيوب (?) بن خيران، فوصل إلى المرصد فتقهقر بشرى إلى اهريقلية فتحيّز بسور القلعة، ولحقه أيوب فالتقيا فانهزم أيّوب وقتل من أصحابه ألوف وأسّر منهم مئون فوجههم بشرى إلى المهديّة فقتلهم العامة بالعصي والحجارة، وانقلب أيّوب إلى أبي يزيد منهزما فساءه ذلك ورحل بنفسه قاصدا بشرى فوجده انصرف إلى المهديّة، فوقف على المعترك وترحم (?) على قتلاه وأمر بمواراتهم (?).

ثم توجّه إلى القيروان فملكها ووجّه مستوية (133) النكّارى إلى تونس لما بلغه من مخالفتهم عليه بعدما كانوا دخلوا في طاعته فعلم بذلك القائم فوجّه عمار بن علي بن الحسين ليسبقه إليها فما قرب إليها الاّ وقد علم أن مستوية (133) قد دخلها وقتل كثيرا من أهلها وأخرب كثيرا من مساجدها فعزم على الرجوع فخرج إليه مستوية (?) فيمن معه من النكارية فالتقوا بصلتان (?) قرب سليمان «فانهزم عمار بن علي والكتاميون هزيمة شنيعة، وقتل منهم جماعة، وحال الليل بينهما، فلجأ عمّار إلى جبل الرّصاص،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015