[طويل]
إليك قصرنا النصف من صلواتنا ... مسيرة شهر ثم شهر نواصله
فلا نحن نخشى أن يخيب رجاؤنا ... لديك ولكن أهنأ (?) البرّ عاجله
فأمر يزيد بوضع العطاء في جنده وكان معه خمسون ألف مرتزق، فقال: من أحب أن يسرّني فليضع لزائري هذا من عطائه درهمين، فاجتمع له مائة ألف درهم، وضم يزيد لذلك مائة ألف درهم أخرى ودفعها إليه (?).
ولمّا قدم عليه ابن المولى أنشده وهو أمير مصر:
[مجزوء الكامل]
يا واحد العرب الذي ... أضحى وليس له نظير
لو كان مثلك آخر ... ما كان في الدنيا فقير
فدعا يزيد بخازنه وقال: كم في بيت مالي؟ قال: فيه من العين والورق عشرون ألف دينار، فقال: ادفعها إليه، ثم قال: يا أخي، المعذرة إلى الله ثم إليك، [والله] لو كان في ملكي غيرها ما ادخرتها عنك.
ولم يزل يزيد واليا بافريقية إلى أن توفي بها يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رمضان سنة سبعين ومائة (?)، ودفن بباب سلم، واستحلف على افريقية [ولده] داود بن يزيد (ابن زائدة وهو ابن أخي معزّ بن زائدة) (?).
وتولّى هرثمة ابن أعين الهاشمي عن هارون الرّشيد، فقدم على افريقية يوم الخميس ثالث شهر ربيع الآخر سنة تسع وسبعين ومائة (?). (فبنى القصر الكبير) (?) في سنة ثمانين ومائة (?).