السّلطان المشار إليه وهما كالأتباع له، ثم اختلف محمّد وبركياروق، فدخل محمّد وأخوه سنجر إلى بغداد / وخلع عليهما الامام المستظهر بالله، وكان [محمّد] قد التمس من أمير المؤمنين أن يجلس له ولأخيه سنجر، فجلس لهما في قبّة التّاج وحضر أرباب المناصب وأتباعهم، وجلس الخليفة على سدّته، ووقف سيف الدّولة [صدقة] (?) بن مزيد صاحب الحلّة عن يمين السّدة، وعلى كتفه بردة النبيء صلّى الله عليه وسلم وعلى رأسه العمامة وبين يديه القضيب، وأفيض على محمّد الخلع السّبع التي جرت عادة السّلاطين بها، وألبس الطوق والتّاج والسّوارين، وعقد له الخليفة اللّواء بيده وقلّده سيفين، وأعطاه خمسة أفراس بمراكبها، وخلع على أخيه سنجر خلعة أمثاله، وخطب لمحمّد بالسّلطنة في جامع بغداد على جاري عادتهم [في] ذلك الزمان، وتركوا الخطبة لبركياروق، كان ذلك سنة خمس وتسعين وأربعمائة (?)، وقيل سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة (?).
واستمرّت السّلطنة فيهم إلى أن كملت عدّة السلاطين السّلجوقية أربعة عشر سلطانا وآخرهم السّلطان مغيث الدّين طغرل بن أرسلان بن طغرل بك (?) وظهورهم وعلوّ شأنهم في خلال خمسين وأربعمائة (?).
وأما السّلجوقية ببلاد الرّوم فأوّلهم قتلمش (97) فقد ذكر صاحب الدّول الإسلامية (?) إن السلجوقية لمّا انتشروا في البلاد طالبين الملك دخل منهم قتلمش (?) ابن اسرائيل إلى بلاد الرّوم وملك مدينة قونية وأقصرا (?) ونواحيهما، ثم توجّه إلى بلاد الري ليأخذها فانهزم جيشه ووجد هو بين القتلى (?).