ولمّا توجّه إلى حرب [أخيه] تتش (?) اجتاز بقبر (?) علي بن موسى الرضا - رضي الله تعالى عنهما -[بطوس] فدخل المشهد مع نظام الملك فصليا فيه / وأطالا الدّعاء، ثم قال لنظام الملك: بأي شيء دعوت؟ فقال: دعوت الله أن ينصرك وأن يظفرك بأخيك قال: أما أنا فقلت «اللهم أنصر أصلحنا للمسلمين وأنفعنا للرعية».
وحكي أن واعظا دخل عليه ووعظه، فكان من جملة ما حكى له أن بعض الأكاسرة اجتاز منفردا عن عسكره على باب بستان، فتقدّم إلى الباب وطلب ماء يشربه، فأخرجت له صبية اناء فيه ماء قصب السّكر والثلج، فشربه واستطابه، فقال:
كيف يعمل هذا الماء؟ [فقالت: ان قصب السّكر يزكو عندنا حتى نعصره بأيدينا فيخرج منه هذا الماء] (?) فقال: ارجعي واحضري شيئا آخر، وكانت الصّبية غير عارفة به، فذهبت فقال في نفسه: الصّواب أن أعوّضهم عن هذا المكان وأصطفيه لنفسي، فما كان بأسرع من خروجها باكية، وقالت: إن نيّة السّلطان قد تغيّرت، فقال: ومن أين علمت ذلك؟ قالت: كنت آخذ من هذا ما أريد من غير تعسّف، والآن قد اجهدت في عصر القصب فلم يسمح ببعض ما كان يأتي، فعلم صدقها، ثم رجع عن تلك النيّة، ثم قال: ارجعي الآن فانك تبلغين الغرض، وعقد على نفسه أن لا يفعل ما نواه، فخرجت [الصبية] بما شاءت من [ماء] قصبّ السّكر وهي مستبشرة، فقال السّلطان للواعظ: ولم لا تذكر للرعية أن كسرى اجتاز على بستان فقال للنّاظر: ناولني عنقودا من الحصرم، فقال له: ما يمكنني ذلك، فان السّلطان ما أخذ حقّه ولا تجوز لي خيانته، فعجب الحاضرون من مقابلته للحكاية بمثلها، ومعارضته بما أوجب الحق له لما أوجب الحق عليه.
ولقيه سوادي وهو يبكي، فسأله / السّلطان عن سبب بكائه فقال: ابتعت بطّيخا بدريهمات لا أملك غيرها، فلقيني ثلاثة غلمان أتراك فأخذوه مني، وما لي حيلة سواه، فقال: أمسك، واستدعى فرّاشا، وكان ذلك عند باكورة البطّيخ، وقال له: ان نفسي قد تاقت إلى البطّيخ، فطف في العسكر وانظر من عنده شيء فأحضره، فعاد ومعه