أواخر سنة أربع وثمانمائة (?) وأرسل إلى الملك بايزيد في الصّلح على عادته من المكر والدّهاء، وقال: إنك رجل مجاهد في سبيل الله، وأنا لا أحبّ قتالك ولكن أنظر إلى البلاد التي معك من أبيك وجدّك فاقنع بها وسلّم لي البلاد التي كانت من إرثنا، فاستشاط بايزيد (348) غضبا عندما وقف على كتابه، وكان السّلطان على مدينة القسطنطينية (?) محاصرا لها، وقد قارب فتحها ولكن جعل الله الفتح على يد غيره فتركها وتوجّه لقتاله، وخاف من الهجوم على بلاد الرّوم فأجرى من عساكره السّيول، وأخذ بهم على قفار غير عامرة خوفا على رعاياه من وطء عساكره، وكان شفوقا على الضّعفاء والفقراء، وكان غالب عسكره التتار وهم قوم ذووا يمين ويسار، فأرسل تيمور إلى زعمائهم والكبار من رؤسائهم يستميلهم ويذكرهم الجنسية / ويعدهم ويمنّيهم {وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاّ غُرُوراً} (?)، فوعدوه بالمعاونة وكان تيمور قد نزل أنكورية (?) فلم يفق السلطان من رقاده إلاّ وتيمور قد دمّر معظم بلاده، فقامت عليه القيامة وتدانت الجيوش، فلمّا التقى الجمعان (?) اندفعت من العساكر العثمانية التتار (?) فاتّصلت بعسكر تيمور وكانوا هم صلب العسكر بل كانوا نحوا من جند تيمور، وكان مع السلطان من أولاده أكبرهم، السلطان سليمان، فلمّا رأى ما فعله التتار أخذ باقي العسكر وتقهقر عن ميدان المصاف، فرجع إلى بروسا، فلم يبق مع السّلطان بايزيد إلاّ المشاة وبعض الشّجعان وقليل ما هم، فثبت للمجادلة بمن معه من الرّفاق، فأحاطت به أساورة الجنود، فلمّا عجزوا عن الدّنو منه ألقوا عليه بساطا ومسكوه، وكانت هذه الواقعة على نحو ميل من مدينة أنقرة يوم الأربعاء سابع عشر ذي الحجّة سنة أربع وثمانمائة (?)، ولمّا صفا لتيمور الأمر فعل ما سوّلت له نفسه، وأما السّلطان سليمان ابن السلطان بايزيد فوصل إلى بروسا