صديقا، فقال: اقرأه لي لآخذه عنك (?)، وأنقله منك، قال: قل: «اللهم كما لطفت في عظمتك دون اللطفاء، وعلوت بعظمتك على العظماء، وعلمت ما تحت أرضك كما علمت ما فوق عرشك، وكان وسواس الصّدور كالعلانية عندك، وعلانية القول كالسّر في علمك، وانقاد كلّ شيء لعظمتك، وخضع كلّ سلطان لسلطانك، وصار أمر الدنيا والآخرة كلّه بيدك، اجعل لي من كلّ هم أمسيت فيه فرجا ومخرجا، اللهم إنّ عفوك عن ذنوبي وتجاوزك عن خطيئتي، وسترك عن قبيح عملي أطمعني أن أسألك ما لا أستوجبه منك، فصرت أدعوك آملا وأسألك مستأنسا، وانك المحسن إليّ وأنا المسيء لنفسي فيما بيني وبينك، تتودّد إليّ بالنعم وأبتغض إليك بالمعاصي، ولكن حملني على الجرأة عليك حلمك، فعد إليّ بفضلك وإحسانك، إنك أنت التوّاب الرحيم»، قال: فقرأته وأخذت الورقة في جيبي وإذا بالرسل قد أتت إليّ لتحملني، فأتيته فإذا هو جمر يتلظّى، فلمّا وقع بصره عليّ سكن غضبه (?) وتبسّم وقال لي: ويلك أتحسن السحر؟ فقلت: / لا والله يا أمير المؤمنين، ثم قصصت عليه أمري، ثم قال:
هات الورقة! فناولته إياها، فأخذها وصار يبكي إلى أن بلّ لحيته وأمر لي بعشرة آلاف درهم، ثم قال لي: أتعرف الرجل؟ قلت: لا، قال: ذلك الخضر - عليه السلام - اهـ (?).
وأن الخليفة المنصور هو الذي بنى مدينة بغداد، ومولده سنة خمس وتسعين (?)، ومدّة ملكه اثنان وعشرون سنة إلاّ أربعة أيام (?)، وعاش أربعا وستين سنة (?) وكان رأى مناما يدلّ على قرب أجله فعهد إلى ولده محمد (?) وسار إلى الحجّ في سنة ثمان وخمسين ومائة (?) وكان يريد قتل سفيان الثوري - رضي الله تعالى عنه - فلمّا وصل إلى