عمر بن عبد العزيز [بالقيروان] (?). «سبب ولايته القضاء بالقيروان، أن سليمان بن عبد الملك كان قد وجّه إلى عبد الله بن موسى بن نصير عامل افريقية، أن يوجه إليه ما تحصّل عنده من خراج افريقية صحبة عشرة / من عدول القيروان، يشهدون عنده أن هذا المال أخذه من وجهه، ففعل ذلك، فلما دخلوا على سليمان سألهم عن ذلك، فقالوا: لم يأخذ إلاّ من وجهه - وعبد الله بن المغيرة ساكت لم يتكلّم بشيء - وكان عمر بن عبد العزيز حاضرا لذلك المجلس، فعلم أنه إنما منعه من الكلام الورع والخوف من الله تعالى ولا يتكلم إلاّ بحق، فسأل عنه عمر بعد انصرافهم فعرّف بدينه وورعه وفضله. فلما أفضت الخلافة إلى عمر ولّى عبد الله قضاء افريقية، وذلك سنة تسع وتسعين (?)، فاقام بها قاضيا إلى زمن كلثوم بن عياض (?)، فاستعفى من القضاء وذلك سنة ثلاث وعشرين ومائة» (?).

ولاية علي بن رباح:

«وممن ولي افريقية عليّ بن رباح (?)، كانت له منزلة من (?) عبد العزيز بن مروان فأولاه افريقية، فقدمها مجاهدا في سبيل الله. روى أنه حضر مجلسا مع موسى بن نصير، فقال موسى بن نصير إنّه ورد على بشائر ثلاث، منها كتاب أمير المؤمنين، ومنها كتاب ولدي يخبرني بفتح عظيم بالأندلس، ومنها ما صحبني من الأموال في مقدمي هذا، فهنّأه جميع الناس، وعليّ بن رباح ساكت، فقال له موسى ألاّ تتكلم؟ فقال له أيها الأمير، ما من دار امتلأت حبرة إلاّ امتلأت عبرة، ولا انتهى شيء إلاّ رجع، فارجع قبل أن يرجع بك، فانكسر موسى بعد ذلك ونفعه بموعظته (?). مات بافريقية سنة أربع / عشرة ومائة والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015