واستخلف في المملكة شخصا يقال له تدمير وإلى هذا الشخص تنسب بلاد تدمير بالأندلس (?)، فلما نزل طارق من الجبل بالجيش الذي معه، كتب تدمير إلى لذريق الملك أنه وقع بأرضنا قوم لا ندري من السماء هم أم من الأرض، فلما بلغ / ذلك لذريق رجع من قصده في سبعين ألف فارس ومعه العجل يحمل الأموال والمتاع، وهو على سريره بين دابتين عليه قبة مكلّلة بالدّر والياقوت والزّبرجد، فلما بلغ طارقا دنوه قام في أصحابه فحمد الله تعالى، وأثنى عليه بما هو أهله، ثم حثّ المسلمين على الجهاد ورغّبهم في الشهادة، ثم قال: «أيها الناس، أين المفر، البحر من ورائكم والعدو أمامكم، فليس لكم والله إلاّ الصدق والصبر، واعلموا أنّكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مآدب اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم غير سيوفكم، ولا أقوات (?) لكم إلاّ ما تستخلصونه من أيدي أعدائكم وإن امتدت بكم الأيام [على افتقاركم] (?) ولم تنجزوا لكم أمرا، ذهبت ريحكم، وتعوضت القلوب بروعتها منكم الجرأة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذه الطّاغية فقد ألقت به إليكم مدينته المحصّنة وأن انتهاز الفرصة (فيه لممكن لكم) (?) إن سمحتم بأنفسكم للموت ولا أحملكم (?) على خطة أرخص متاع فيها النفوس إلاّ أبدأ فيها بنفسي، واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشقّ قليلا استمتعتم بالأرفه الألذّ طويلا، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكم فيه بأوفر من حظّي وقد بلغكم ما أنشأت هذه الجزيرة من الحور الحسان / من بنات اليونان الرّافلات في الدرّ والمرجان، والحلل المنسوجة بالعقيان، المقصورات في قصور الملوك ذوي التّيجان، وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك من الأبطال عربانا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارا وأختانا، ثقة منه لارتياحكم للطعان، واستماحكم بمجادلة الأبطال والفرسان، ليكون حظه معكم ثواب الله على إعلاء كلمته، وإظهار دينه بهذه الجزيرة، ويكون مغنمها خالصا لكم من دونه ومن دون المسلمين سواكم، والله تعالى ولي إنجادكم على ما يكون لكم ذخرا (?) في