وروى عن تميم الدّاري: وكان عاقلا كريما شجاعا ورعا تقيا لله تعالى لم يهزم له جيش قط / وكان والده نصير على حرس معاوية بن أبي سفيان، ومنزلته عنده مكينة، ولما خرج معاوية لقتال علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - لم يخرج معه، فقال له [معاوية]: ما منعك من الخروج معي ولي عندك يد لم تكافئني عليها؟ فقال: لم يمكني أن أشكرك بكفر من هو أولى بشكري، فقال: ومن هو؟ قال: الله عزّ وجل (?) فأطرق معاوية مليّا، ثم قال: استغفر ورضي عنه.

وكان عبد العزيز بن مروان، واليا على مصر وافريقية، فبعث ابن أخيه الوليد بن عبد الملك أيام خلافته يقول: أرسل موسى بن نصير إلى افريقية وذلك في سنة تسع وثمانين للهجرة (?).

وقال الحافظ أبو عبد الله الحميدي (212) في كتاب «جذوة المقتبس» (?): إن موسى بن نصير تولّى افريقية والمغرب سنة سبع وتسعين (?)، فأرسله إليها، فلما قدمها ومعه جماعة من الجند، بلغه أنّ بأطراف البلاد جماعة خارجين عن الطّاعة، فوجّه إليهم ولده عبد الله، فأتاه بمائة ألف رأس من السّبايا، ثم وجّه ولده مروان إلى جهة أخرى فأتاه بمائة ألف رأس.

قال الليث بن سعد: بلغ الخمس ستين ألف رأس.

وقال أبو شبيب (?) الصدفي: لم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير.

ووجد أكثر مدن افريقية خالية لاختلاف أيدي البربر عليها، وكانت / البلاد في قحط شديد فأمر النّاس بالصّوم والصّلاة وإصلاح ذات البين، وخرج بهم إلى الصّحراء ومعه سائر الحيوانات، ففرّق بينها وبين أولادها، ووقع البكاء والضجيج، وأقام على ذلك إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015