لتناسل النوع البشري، فتحركت فيه الشهوة، فاشتد شوقه لحواء، حكمة إلا هية، فطلب حواء فوجدها بعرفة فتغشّاها، فحملت بذكر وأنثى في بطن واحد، واستمر التوالد بينهما حتى بلغ عشرين بطنا، بذكر وأنثى في كل بطن (?)، ثم أمره الله تعالى بتزويج الذّكر من هذا البطن بأنثى البطن الآخر، وأنثاه بذكر الآخر وهكذا.

ولما أراد الله تعالى خروج نور نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلم أوحى الله إليه بعد قتل قابيل أخاه هابيل (?)، أنّي مخرج منك نورا أجعله خاتم الأنبياء وخيار الأئمة والخلفاء، أختم الزمان بمدته فشمّر يا آدم وتطهّر وقدّس وسبّح، ثم اغش زوجك على طهارة منكما فإن وديعتي ونوري ينتقل إلى الولد الكائن بينكما، فغشيها - عليهما السّلام - فحملت لوقتها بشيث (?) - عليه السّلام - وهو عوض عن هابيل الذي قتله قابيل، فتلألأ النور في وجهها، فلما وضعته كان أكمل الأولاد خلقا وخلقا، وصورة وبشرا، فسمّاه آدم عليه السّلام شيث، ومعناه هبة الله فكان وصيّه وولي عهده بنبوءته، فلما حضرته الوفاة، أوصى لابنه شيث بالقيام بالشريعة، وعمر آدم تسعمائة سنة وثلاثين سنة على ما نقل / عن «التوراة» وقال وهب: عاش آدم ألف سنة وقبره قيل بأبي قبيس (?) بغار فيه يقال له غار الكنز، فلما جاء الطّوفان حمله نوح في السّفينة، فلما نزل منها ردّه إلى ذلك الغار (?)، وقيل إن قبر آدم في بيت المقدس، رأسه عند مسجد ابراهيم - عليه السّلام - ورجلاه عند الصّخرة الشّريفة، وقيل غير ذلك وعاشت حواء بعده سنة واحدة ودفنت معه، وقيل بجدّة وعمرها تسع مائة وسبع وستون سنة، فكان فيه وفي بنيه النبوءة، وأوصى لابنه كيومرث (?) بالملك والسياسة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015