ومنها أيضا إلى مدينة المرية (بفتح الميم وكسر الراء المخففة) (?)، وهي على البحر الشامي تسع مراحل.
ومن طليطلة إلى لشبونة غربا تسع مراحل.
ومن طليطلة إلى شنت ياقوب (?) على بحر الانقليشين تسع مراحل.
(ولما صارت الأندلس في ملك الإسلام، وتولاها بنو أميّة، جعلوا قاعدة الأندلس مدينة قرطبة عوضا عن طليطلة فيما سبق من أيّام اليونان والروم، فكانت قرطبة دار الخلافة الإسلامية، وهي مدينة عظيمة، وأهلها أعيان البلاد، وسادات الناس في كمال الحسن والملابس، والمراكب وعلوّ الهمم، وبها أعلام العلماء، وسادات الفضلاء، وأجلاء القراء، وأمجاد الحروب) (?) وهي (?) في نفسها خمس مدن، يتلو بعضها بعضا / وبين المدينة والمدينة سور حصين حاجز، لكل مدينة منها ما يكفيها من الأسواق والفنادق والحمّامات والصّناعات، وطولها ثلاثة أميال، وعرضها ميل واحد [وهي] في سفح جبل مطلّ عليها يسمّى جبل العروس (?)، وبمدينتها الثالثة، وهي الوسطى، باب القنطرة.
وبها الجامع الذي ليس في معمور الأرض مثله، فيه من السواري الكبار ألف سارية، وفيه مائة وثلاثة عشرة ثريا للوقيد، أكثر ما تحمل الواحدة (?) ألف مصباح، وفيه من النقوش والرقوم ما لا يقدر على وصفه (?)، وبقبلته صناعات تدهش العقول، وعلى فرجة المحراب سبع قسي قائمة على عمد، طول كل قوس فوق القامة، قد تحيّر الرّوم والمسلمون في وصف حسنها، وفي عضادتي المحراب أربعة أعمدة، اثنان أخضران، واثنان لازورديان (?)، (لا تقوّم بمال) (?) وبه منبر ليس على معمور الأرض مثله في