وطول (?) بلاد الأندلس من كنيسة الغراب التي على البحر المظلم إلى الجبل المسمّى بهيكل الزّهرة ألف ومائة ميل، وعرضها من كنيسة شنّت ياقوب (?) التي على أنف بحر الانقليشين (?) إلى مدينة المرية التي على البحر الشامي ستمائة ميل.
وبلاد الأندلس مقسومة من وسطها في الطول بجبل طويل يسمّى الشارات، وفي جنوب هذا الجبل مدينة طليطلة، وهي مركز لبلاد الأندلس، (وهي قاعدة ملك اليونان (?)، ولها بساتين محدقة وأنهار مخترقة، ورياض وجنان، وفواكه حسان، مختلفة الطعم والألوان، ولها من جميع جهاتها أقاليم وسيعة) (?) وهي (?) من بناء العمالقة العادية، ولها أسوار حصينة، وهي على ضفة البحر الكبير، يشقها نهر يسمّى تاجة ولها / قنطرة عجيبة على قوس واحد، والماء يدخل من تحته بشدة جري، وفي آخر النهر ناعورة طولها تسعون ذراعا بالرشاشي، يصعد الماء إلى أعلى القنطرة، فيجزي على ظهرها، ويدخل إلى المدينة، ولها رساتيق مربّعة، وضياع وسيعة، وقلاع منيعة، وبجبل الشارات الذي في شمالها من الغنم والبقر ما يعمّ البلاد كثرة ونموا.
وما خلف الجبل في جهة الجنوب يسمّى اشبانيا، وما خلفه في جهة الشمال يسمّى قشتالة.
ومن مدينة طليطلة إلى مدينة قرطبة بين غرب وجنوب تسع مراحل.