بأنّ إبن عمّهما تغلّب عليهما وافتكّ لهما زاويتهما وسوانيها، فقال لهما: قوما وضرب بيده في الهواء ثمّ قال: من هنا للبحر، ولا تقيما لحظة واحدة، فخرجا قال: ثمّ (?) بعد مدّة وإذا بمكتوب جاءني منهما فيه: يا حاج محمود إنّا خرجنا من عندكم للبحر، فوجدنا سفينة مسافرة لجربة، فلمّا ركبنا غلبتنا الرّيح فألجأتنا (?) لرأس المخبز / فنزلنا لطرابلس، ووجدنا إبن عمّنا مقطوع الظّهر لأنّه ركب حمارا، فسقط عنه، فانقطع ظهره، فسألنا عن السّاعة الّتي وقع عليه فيها فإذا هي الوقت الذي ضرب الشّيخ بيده في الهواء (?) والسّلام.

هذا ما حضرنا من إشاراته والأمر أوسع والإشارة تكفي، وتوفّي - رحمه الله تعالى - سنة خمس ومائتين وألف (?)، ودفن بجانب تربة القيّاد الجلاّلة (?) - رحمة الله عليهم وعلى أموات المسلمين أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين -.

خاتمة النّاسخ:

كمل «نزهة الأنظار في عجائب التّواريخ والأخبار»، تأليف الشّيخ الإمام، وقدوة الأنام، ومجلي الظّلام، علاّمة زمانه، وفريد دهره وأوانه، حامل قول التّحقيق، ومالك أزمة التّوفيق، قدوة الأفاضل، ومجلي المعاضل، بقيّة السّلف، وعمدة الخلف، شيخنا وأستاذنا، وشيخ شيوخنا، الحاج النّاسك الأبر أبو الثناء محمود مقديش، الصّفاقسي أصلا ووطنا وقرارا، أسبل الله علينا وعليه جلابيب ستره بجاه سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلم نبيّه وعبده، ونسأل الله المنّان بفضله أن ينفع به من تسبّب فيه ومن كتبه وقرأه، وأن يجعلنا من حزبه وأتباعه / وأن ينفعنا به وبأمثاله، ورحم الله عبدا قرأه ورأى فيه نقصا أو تحريفا أو زيادة أو غلطا أو تقديما أو تأخيرا فقلّ أن ينجو من ذلك لأنّ كاتبه قاصر عن ترتيب الكلام بمحالها فأصلحه ليحصل الثّواب للجميع، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النّصير، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، وصلّى الله على سيّدنا محمّد النبيء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015