[الطويل]
تذكّرت عهدا من ليال تقضّت ... علينا بوصل ثمّ ألوت (?) وولّت
وعادت كأحلام تراءت لنائم ... فلمّا تولّى النّوم عنه تولّت
أحنّ لذكراها وأصبو تشوّقا ... إليها وأرجو أن تمنّ بعودة
ومن لي بها يوما تعود وتلتقي ... ونظفر يوما باجتماع الأحبّة
ألا ليت شعري هل أفوز بوصل من ... له القلب يصبو كلّ يوم وليلة
وأشتاق لقياه إذا ما ذكرته ... لعلّي أحظى من شذاه بنفحة
بنفسي من بالعلم حاز مزيّة ... ورتبته فيها علت كلّ رتبة
سما قدره بالعلم فخرا ورفعة ... ورفعته بالعلم أعظم رفعة
أيا طالبا للعلم إن رمت تجتني ... ثمار علوم من رياض أنيقة
فلا تعد إبراهيم ذا الفخر والعلا ... وذاك إبن عبد الله يا خير نسبة
فشمّر وجدّ السّير واقطع مفاوزا ... إليه وخض بحرا وحطّ بجربة
لتنظر نجما يهتدى بضيائه ... وشمسا إذا ما الليل أظلم ذرّت
له منطق في الدّرس يعذب لفظه ... ويسحر ألبابا بأعظم (?) رقّة
يفوق لئالي (?) الدّر درّا بنظمه ... ويخجل من حسناه كلّ يتيمة
إذا مشكل يوما تعسّر فهمه ... جلاه وأبداه بأوضح حجّة
وإن أمّه صاد من العلم يشتكي ... ظلما (?) يلق بحرا يحوي كل ذخيرة (?)
فيا لك من بحر زلال إذا جرت ... جداوله بالعلم أروت وروّت
فبادره واشرب من رحيق زلاله ... وغص بحره تظفر بكلّ فريدة
وقبّل يديه والتمس من نواله ... وحيّي محيّاه بأزكى تحيّة
سلام عليه كلّما لمع الضيا ... وغابت نجوم في السّماء وعنّت (?)
وما غرّدت (?) عند الصباح ترنّما ... حمائم في أعلى الغصون وغنّت (?)