الإنزواء والإنضمام (?)، ولا شكّ أنّ صفاقس بالنّسبة لمشاهير الأمصار كالزّاوية من البيت، والأمصار المشهورة كالصّدر من البيت، فكان الشّيخ أبا الحسن الغراب - رحمه الله - بآدابه مزيّة من مزايا الدّهر، وفريدة من فرائد العصر، ملقاة بزاوية من زوايا الأرض.

ومن غرر قصائده ما أنشده في مدح السّفن التي أنشأها المرحوم الباشا سيدي علي باي إبن المرحوم سيدي حسين باي للجهاد بقوله - رحمه الله تعالى وعفا (?) عنّا وعنه بفضله وكرمه آمين -:

[الطويل]

بشائر في الإسلام زاد بها عزا، ... [وآيات نصر نورها يذهب الرّجزا

بها قوي الدّين القويم وإنّما] (?) ... بها الكفر ولّى مدبرا وانثنى عجزا

وبال على أهل الصليب وحزبهم ... ومن جحدوا من عابدي اللات والعزّى (?)

بفلك لغزو الكفر بالبحر أجريت (?) ... يسابق أفلاك السماء جريها وخزا (?) /

يفوز بأجر من علاها، ومغنم، ... إذا ضربوا في البحر، أو ركبوا غزّى (?)

عليها لواء العزّ والنصر خافق (?) ... ولكن جموع (?) الكافرين بها تخزى

إذا لقي الإسلام كفرا بها ترى ... جميع العدى أسرى وأعناقهم حزّى (?)

عليها من الرّحمان حرز من العدى (?) ... على أنّها للمسلمين غدت حرزا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015