عمّن لقي من مشايخ الجامع الأزهر كالشّيخ العمدة الثقة المتقن المتفنّن الفهّامة الحيسوبي الفلكي صاحب الزيج المعروف، نادرة وقته أبي العبّاس سيدي أحمد الشّرفي (?) الصّفاقسي نزيل مصر / فأخذ عنه ما معه من علوم الرياضي، وأتقن معرفة أعمال الأرباع الجيبية والمقنطرة، وانفرد في صفاقس بتلك الصناعة، فأخذها عنه (?) كثير من النّاس.
ولمّا ظهر فضله وصلاحه إبتنى له السّلطان المرحوم برحمة الحيّ القيّوم سيدي حسين باي مدرسة بصفاقس قرب المسجد (?) الأعظم فكانت على قلبه - رحمه الله - ظاهرة النور، يجد داخلها سرورا وبهجة، فرتّبه (?) بها وعمرت بطلبة العلم من أهل الوطن (?) وغيرهم ولمّا كما بناؤها أنشأ أبياتا تشتمل على تاريخ بنائها فقال:
[الكامل]
سعد الزّمان وأشرقت أنواره ... وبدا (?) السّرور وهذه آثاره
بحسين بن عليّ الباي (?) الّذي ... طابت بطيب فعاله أخباره
يا حبّذا للعلم مدرسة بنى ... بصفاقس فعلا (?) بذاك مناره
فاقت (?) برونقها البديع وحسنها ... روضا تضوع نوره وبهاره
في عام شوقك للبنا تاريخها (?) ... يا من سما بين الملوك فخاره
لا زلت أهلا للفضائل والعلا ... ما دام دهر ليله ونهاره