وفيها استعد السلطان الملك الكامل لقتال الأشرف ومن معه، ثم بلغ الكامل ان الاشرف استمال الناصر صاحب الكرك، فكتب (?) اليه الكامل وأوعده بسلطنة دمشق وأوعده بمواعيد كثيرة، فركب الناصر داوود من الكرك وحضر إلى مصر خدمة للكامل، فلمّا بلغ الأشرف ذلك أوقع الحوطة (22 أ) على نابلس وأخذ جميع ما للناصر بها. ولما بلغ الكامل حضور الناصر ركب والتقاه بأحسن ملتقى وحمل اليه جميع ما يحتاج إليه من النفقة والرواتب والعليق وغيره، ثم سلطنه بالقاهرة وقلده دمشق وألبسه الخلعة وحملت قدامه الغاشية (?)، ومشى الملك الكامل قدامه وجميع الأمراء وكان يوم عظيم (?) وكل ذلك من الكامل خداع ومكر وحيلة عملها على استمالته.
وفيها مات السلطان العزيز محمد (?) بن السلطان صلاح الدين يوسف بن السلطان الملك الظاهر غازي بن السلطان صلاح الدين صاحب حلب، وملك بعده ولده الملك الناصر صلاح الدين يوسف يوم وفاته وقعد على كرسي المملكة وعمره سبع سنين، وقام بتدبير ملكه جدته لأبيه وهي الست المصونة ضيفة خاتون بنت الملك العادل، ورتبت الأمير شمس الدين لؤلؤ أتابكه (?) ثم زوّجه السلطان الملك الكامل بابنته كما تقدم ذكره (?)، وكان مولد الملك العزيز في ذي الحجة سنة تسع أو عشر وستمائة، ومات أبوه وهو طفل فنشأ تحت حجر