وأشعارهم، اشتغل بطلب الحديث في أكثر بلاد الاندلس الاسلامية، ولقي بها علماؤها (?) ومشايخهم، ثم رحل (?) منها إلى بر العدوة، ودخل مراكش واجتمع بفضلائها ثم ارتحل إلى إفريقية ومنها إلى الديار المصرية، ثم إلى الشام والشرق والعراق ودخل إلى عراق العجم وخراسان وما والاها ومازندران (?)، كل ذلك في طلب الحديث والاجتماع بأئمته والأخذ عنهم، وهو في تلك الحالة يؤخذ عنه ويستفاد منه. وقدم مدينة إربل سنة أربع وستمائة وهو متوجه الى خراسان، فرأى صاحبها الملك المعظم مظفّر (?) الدين ابن زين الدين مولعا بعمل مولد النبي صلّى الله عليه وسلّم، عظيم الاحتفال به، فعمل كتابا سماه «التنوير في مولد (20 ب) السراج المنير» وقرأه عليه بنفسه فأعطاه ألف دينار، وله عدّة تصانيف. وكانت ولادته في مستهل «ذو القعدة» سنة ست وأربعين وخمسمائة، ومات في رابع عشر ربيع الأول من هذه السنة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطّم، وكان الكامل ولاّه دار الحديث الكاملية بالقاهرة، ثم عزله عنها وولى أخوه (?)، أبا عمرو والآتي ذكره مكانه.
وفيها في سلخ ربيع الآخر، مات الأمير، أبو التقي صالح بن الأمير المكرم أبي الطاهر اسماعيل بن أحمد بن الحسن اللمطي، بمنية خصيب من صعيد مصر، وصلي عليه على ساحل البحر ووضع من فوره في مركب واحدر الى مصر فوصل بعد صلاة العصر من مستهل جمادى الأول، فدفن بتربته بسفح المقطّم، يقال إنه قارب الستين. سمع ببغداد من جماعة كبيرة وبنيسابور، مرو، وهراه وهمذان ودنيسر وجال في البلاد ودخل ماوراء النهر ولم يحصل من مسموعاته إلا اليسير، رحمه الله تعالى.
وفيها مات القاضي، صدر الدين عبد الرحمن ابن أبي الحسن القرميسني (?) السكندري من بيت رئاسة وحشمة ولأبي الحسين الجزار فيه أمداح جيدة وتولى نظر جهات من الديار